يعمل فريق من العلماء والمهندسين في محطة الفضاء الدولية على تطوير نظام ملاحة فضائي يعتمد على “النجوم النابضة”، من شأنه أن يكون وسيلة ناجعة لتحديد الأماكن في الرحلات الفضائية البعيدة.
وبحسب التقرير الذي نشرته وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”، سيعمل هذا النظام الملاحي بطريقة مشابهة لعمل المنارات القديمة، والتي كانت ترسل إشارات ضوئية متقطعة تساعد البحارة على تحديد أماكنهم ومدى اقترابهم من الشاطىء.
وستعمل “النجوم النابضة” في الفضاء بعمل المنارات الأرضية، حيث سيتكمن مستكشفو الفضاء في المستقبل من تحديد أماكن تواجدهم بالاعتماد على النبضات الضوئية التي تصدرها هذه النجوم.
وتنتشر النجوم النابضة في الفضاء بشكل كبير، وترسل نبضات ضوئية متقطعة، حيث تتسبب طبيعتها النيترونية، والممغنطة العالية التي تحيط بها بإصدار إشعاعات فضائية عبر أقطابها تومض وتختفي بشكل منتظم.
ويعمل فريق في محطة الفضاء الدولية على تطوير نظام ملاحة يعتمد على هذه الومضات التي تصدرها النجوم النابضة، والذي سيستخدمه رواد الفضاء في رحلتهم القادمة إلى القمر عام 2024 للمرة الأولى وفي البعثات الأخرى البعيدة.
ويقوم تلسوكب خاص في محطة الفضاء الدولية بجمع فوتونات الأشعة السينية التي تنبعث من النجوم النابضة لتستخدم في نظام الملاحة الجديد، والذي سيشكل في النهاية خريطة ثلاثية الأبعاد لتوزع وانتشار هذه النجوم، ما يسهل الحركة ضمن إطارها ويساهم في تحديد المكان في الفضاء.
ويساهم الاستقرار النسبي لهذه النبضات الصادرة عن النجوم في مساعدة العلماء بحساب المسافات وزمن الوصول إلى بعض الأماكن وتسهل عمليات التنقل بين الكواكب في نظامها الشمسي.
وبحسب تقرير “ناسا”، سيستطيع العلماء حساب المسافات باستخدام هذه النجوم نظراً لتغير مكانها المستمر مع استقرار نبضاتها، مع حساب المدة الزمنية التي يتطلبها وصول الضوء إلى الأرض أو المركبة أو نقاط أخرى في الفضاء.