منذ بدء استخدامها، لا يزال الجدل مستمراً حول الآثار الصحية لاستخدام صبغات الشعر، حتى أن بعض الدراسات ربطت بينها وبين الإصابة ببعض أنواع السرطان، فضلاً عن المخاوف من التزام الشركات المصنعة بإجراءات واختبارات السلامة، ما يدعو المستخدمين لضرورة الحذر عند التعامل معها.
عندما طرحت أصباغ الشعر لأول مرة في الأسواق، كان الفحم (القطران) هو المكون الرئيسي المستخدم في تصنيعها، مما تسبب في ظهور عدد من حالات الحساسية لدى الكثير، أما الآن فمعظم أصباغ الشعر مصنوعة من مصادر البترول، لكن إدارة الغذاء والدواء الأميركية لا تزال تعتبرها محتوية على الفحم، لاحتوائها على بعض المواد الشبيهة للفحم.
وفي حين ربطت بعض الدراسات وجود صلة بين أصباغ الشعر وارتفاع خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، لم تجد دراسات أخرى هذه الصلة، لكن بشكل عام ينبغي أن نضع في اعتبارنا أن معظم أصباغ الشعر لا تمر بنفس اختبارات السلامة قبل أن تباع في الأسواق.
ومن الأضرار المحتملة لصبغ الشعر للنساء والرجال ما يلي:
1. تلف الشعر
غالباً ما تحتوي ألوان الشعر الدائمة على الأمونيا (أو مواد كيميائية مشابهة لها). والأمونيا، بالتعاون مع مادة بيروكسيد الهيدروجين، تتغلغل داخل جذع الشعرة لإزالة اللون الطبيعي للشعر. وهذه العملية تعني إزالة الطبقة التي تحمي الشعرة، مما يؤدي إلى تلفها.
2. ردود الفعل التحسسية
تحسس الجسم كله أو فروة الرأس نتيجة صبغ الشعر من الأمور الشائعة، نظراً لاحتواء الصبغ على مادة البارافينيلين ديامين، وهي مادة شائعة مسببة للحساسية. ويكون الأشخاص ذوي الأمراض الجلدية كالأكزيما أو الصدفية الأكثر عرضة للتحسس.
3. التأثيرات على الخصوبة
على الرغم من أن بعض الدراسات تشير إلى وجود حد أدنى من الامتصاص الجهازي لمنتجات الشعر، إلا أن صبغات الشعر قد لا تؤثر في الواقع على الخصوبة أو الحمل. لكن نظراً لأنها تظهر خطراً محتملاً، فمن الأفضل تجنبها إذا كانت هناك رغبة بالحمل أو كنتِ حاملا.
4. التهاب الملتحمة
قد يؤدي عدم توخي الحذر الشديد عند صبغ شعرك إلى ملامسة المواد الكيميائية للأجزاء الحساسة من وجهك مثل العين، وعندما تتلامس المواد الكيميائية من صبغات الشعر مع عينيك، يمكن أن يؤدي ذلك إلى التهاب الملتحمة أو العين الوردية.
5. الربو
يمكن أن يؤدي الاستنشاق المستمر للمواد الكيميائية الموجودة في صبغات الشعر إلى السعال والصفير وتحفيز نوبات الربو.
6- السرطان
يستخدم الباحثون نوعين رئيسيين من الدراسات لمحاولة معرفة ما إذا كانت مادة ما تسبب السرطان. وفي الدراسات التي أجريت في المختبر، تتعرض الحيوانات لمادة (غالباً بجرعات كبيرة جداً) لمعرفة ما إذا كانت تسبب أوراماً أو مشاكل صحية أخرى.
وقد يعرض الباحثون أيضاً الخلايا الطبيعية في طبق المختبر إلى المادة التي يشتبه في كونها مسرطنة، ومراقبة الخلايا إذا ما ظهرت عليها أي تغيرات تشير لتحولها إلى خلايا ورمية أو سرطانية. ويتحكم الباحثون في جميع العوامل الأخرى التي من الممكن أن تؤثر على النتيجة.
لكن، يمكن أن تكون دراسة شيء مثل صبغات الشعر أكثر تعقيداً، لأنه ليست كل صبغات الشعر متشابهة – يمكن أن تحتوي على آلاف المواد الكيميائية المختلفة. علاوة على ذلك، تغيرت مكونات صبغات الشعر على مر السنين. احتوت صبغات الشعر القديمة على مواد كيميائية، بما في ذلك بعض الأمينات العطرية التي وجدت في أواخر السبعينيات من القرن الماضي، تسبب السرطان في حيوانات المختبر، لذلك قام مصنعو صبغات الشعر بتغيير بعض المواد الكيميائية في منتجاتهم.
لهذا، قد لا تكون دراسة التعرض لصبغات الشعر منذ عقود مضت مماثلة لدراسة التعرض لها في وقتنا هذا. وقد ركزت معظم الدراسات، التي تبحث في ما إذا كانت منتجات صبغ الشعر تزيد من خطر الإصابة بالسرطان، على بعض أنواع السرطان مثل سرطان المثانة، سرطان الغدد الليمفاوية، سرطان الدم وسرطان الثدي.