يعد الإقلاع عن التدخين من الأمور الصعبة التي يواجهها المدخنين، وذلك بسبب الإدمان عليه.
في الحقيقة هي إن احد اضرار التدخين هو الإدمان، حسبما عرّفته المعايير العلمية والطبية.
وقد يبدأ التدخين، في حالات معينة، مجرد عادة بسيطة، ثم يتطور، كأية عادة أخرى، ليصبح جزءا من طبع المُدخّن وطبيعته، ما يحوّله من مجرد عادة إلى إدمان.
العامل الجسدي في الإدمان نابع من حقيقة إن تبغ السجائر يحتوي على النيكوتين، حيث يتم امتصاصه من الرئتين وتجويف الفم فيصل إلى مجرى الدم الذي يحمله ويوصله إلى جميع أنحاء الجسم.
ويؤثر النيكوتين على عدة مناطق في الجسم:
الدماغ: يفعّل النيكوتين منظومة الأحاسيس التي تولـّد لدى المدخن إحساسا بالمتعة والهدوء.الغدة الكـُظـَرِيّة: يحفّز النيكوتين إفراز الأدرينالين الذي يولـّد إحساسا باليقظة وينشّط إفراز الغلوكوز، مما يولد الشعور بالشّبَع.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الجسم حين يعتاد على كمية معينة من النيكوتين، يستمر في طلبها.
منذ سنوات الخمسين من القرن الماضي، بدأت تتراكم الأدلة على أضرار التدخين والتي قادت إلى سن قوانين وفرض القيود على التدخين للحدّ منه، في العديد من الدول.
الإقلاع عن التدخين ليس عملية سهلة، لكن ثمار هذه العملية واضحة وتستحق الجهد: زيادة متوسط العمر المتوقع وتحسين نوعية الحياة وجودتها.
هنا طريقة للإقلاع عن التدخين : التوقف الفوري والتام عن التدخين، التوقف دفعة واحدة.
هذه الطريقة مناسبة، بشكل خاص، للأشخاص الذين يدخنون كمية قليلة أو الذين دخنوا لفترة زمنية قصيرة، نسبيا.
طريقة الإقلاع عن التدخين بالخطوات التدريجية:
هذه الطريقة تعني الإقلاع عن التدخين بشكل تدريجي، وتتمثل في خفض عدد السجائر التي يتم تدخينها يومياً، أو تقليل كمية النيكوتين في السجائر (السجائر الخفيفة).
طريقة الإقلاع عن التدخين هذه مناسبة، بشكل خاص، للمدخنين الشرهين الذين يدخنون كميات كبيرة من السجائر يومياً، أو الذين دخنوا لفترة زمنية طويلة.
أدوية للاقلاع عن التدخين
وتبين الدراسات إن طريقة الإقلاع عن التدخين الاولى والثانية ناجعة ومفيدة بنسب متشابهة. وجنبا إلى جنب، مع الإقلاع عن التدخين، ينبغي معالجة كل واحد من عوامل الإدمان ومكوّناته، على حدة.
يمكن معالجة المكونات النفسية للإدمان من خلال الاستعانة بمجموعات الدعم، بالعلاج النفسي، بالكتب الإرشادية وبالمواقع الإلكترونية التي تساعد في مقاومة التدخين.
العنصر المركزي والأساسي في هذه العلاجات هو المحاولة الجادة لتجنب المواقف والأماكن المرتبطة بالتدخين، أو اعتماد بديل عن التدخين، من خلال الانشغال بشيء بديل، مثل مضغ العلكة أو استعمال السجائر الالكترونية.
كما يجدر، أيضاً، محاولة مواجهة العامل الأوليّ الذي كان السبب وراء الشعور بالحاجة إلى تدخين السجائر، ثم محاولة تجنب الشعور بالحنين إلى التدخين أو الشعور بالحسد تجاه المدخنين.