شهد البرلمان اللبناني اليوم السبت، المزيد من الاستقالات، حيث قدّم نواب حزب الكتائب اللبنانية، استقالتهم من البرلمان خلال مراسم تشييع الأمين العام للحزب نزار نجاريان، الذي كان في عداد أكثر من 150 من قتلى انفجار المرفأ.
وألقى رئيس الحزب سامي الجميل كلمة داخل الكنيسة، حيث جرت مراسم التشييع في وسط بيروت، وقال متوجهاً إلى الراحل “رفاقك اتخذوا قراراً بالاستقالة من مجلس النواب”، ووصف الجميل، الذي يُعد حزبه المسيحي من أشد معارضي السلطة منذ سنوات ويمثّل في البرلمان بثلاثة نواب، ما حدث بأنه “كارثة” “وليس فرصة” للبنان، مخاطباً المسؤولين بالقول “ستكون نهاية لبنان وولادة لبنان جديد على أنقاض لبنان القديم الذي تمثلونه أنتم”.
وقاطع الحاضرون كلام الجميل بالتصفيق مرددين شعار “ثورة، ثورة” بينما أكد الجميل أنّه “لن نقبل ألا يكون ما حصل نقطة فاصلة في تاريخ لبنان”.
وشكّل انفجار مرفأ بيروت الذي أودى بحياة أكثر من 150 شخصاً على الأقل وتسبّب بإصابة أكثر من خمسة آلاف، أكبر كوارث اللبنانيين الذين كانوا يتابعون بعجز الانهيار الاقتصادي المتسارع في بلدهم ويعيشون تبعات هذا الوضع الهشّ الذي أضيف إليه تفشي وباء كوفيد-19 مع تسجيل معدل إصابات قياسي في الأيام الاخيرة.
وجاءت استقالة نواب الكتائب بعد وقت قصير من تأكيد النائبة المستقلة بولا يعقوبيان، الممثلة للمجتمع المدني، لفرانس برس استقالتها من البرلمان، وقالت خلال مقابلة تلفزيونية مع شبكة “سي أن أن” العالمية “اتخذت قرار الاستقالة لأنني أشعر أنني شاهدة زور في هذا البرلمان، ليس بمقدرونا فعل شيء فالقرارات تُتخذ خارج البرلمان”.
وغداة الانفجار، قدّم النائب مروان حمادة المقرّب من الزعيم الدرزي وليد جنبلاط استقالته الأربعاء الى البرلمان. ودعا زملاءه النواب إلى “اتخاذ المبادرة لطلب لجنة تحقيق دولية بما حدث، وتقديم اقتراح بتحريك المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء للنظر في المسؤوليات الدستورية على الصعيدين الرئاسي والوزاري، بعد النكبة التي حلّت بلبنان”.
وفي إطار الاستقالات أيضاً، قدّمت سفيرة لبنان في الأردن ترايسي شمعون المقربة من رئيس الجمهورية ميشال عون استقالتها الخميس، وقالت خلال مقابلة تلفزيونية “الانفجار، هذه المجزرة، هذه الكارثة التي حصلت، دقّت جرس الإنذار ألا نرحم أحداً وكلهم يجب أن يرحلوا”، وتحت شعارات “علقوا المشانق” و”يوم الحساب”، دعا ناشطون ومجموعات مدنية الى التظاهر في وسط بيروت.