تمكن علماء من الولايات المتحدة من ابتكار أول أحبار بيولوجية، يمكن بواسطتها طبع الأعضاء داخل جسم الإنسان مباشرة.
وتفيد مجلة Biofabrication، بأنه يعالج السائل الناقل بأشعة معينة “عادة فوق البنفسجية” طبقة بعد طبقة ومع مرور الوقت يزول هيكل العضو. ولكن يستحيل استخدام الأشعة فوق البنفسجية داخل الجسم الحي لأنها خطرة على الخلايا والأنسجة.
وهناك مشكلة ثانية، يمكن إدخال الأعضاء المجسمة إلى الجسم فقط عن طريق العمليات الجراحية، مع أنه اليوم تجرى العديد من العمليات عن طريق ثقب صغير في جسم المريض، ما يخفض من خطر العدوى، ويقلص الفترة اللازمة لتعافيه. لذلك بالإمكان استخدام مثل هذه الطريقة في استبدال العضو القديم بآخر جديد.
وقد تمكن علماء عدد من المعاهد العلمية في الولايات المتحدة المتخصصين في مجال الهندسة الكيميائية والطباعة ثلاثية الأبعاد، من ابتكار أول أحبار بيولوجية تسمح بوضع الأساس لأي عضو داخل جسم الإنسان.
وأول خطوة استعرضها الخبراء في هذا المنهاج، كانت “ترقيع” عضو من أعضاء الجسم، حيث يتم إدخال فوهة روبوتية عبر ثقب صغير ، يمكنها التحرك وصنع شبكة من الأحبار البيولوجية تشبه “الرقعة”.
وخلال هذه التجربة، اخترقت الفوهة الروبوتية أحد جوانب العضو وأطلقت قطرة كبيرة من الحبر البيولوجي، وبعد ذلك بدأت تمد الألياف إلى الجانب الآخر ، وهناك أطلقت قكرة كبيرة من الحبر البيولوجي، وعادت إلى الجانب الأول، أي قامت بما يشبه عملية رفأ (رتق) الثقب.
والمهم في هذا الابتكار، أن الطباعة بالأحبار البيولوجية يمكن أن تجري في درجة حرارة الجسم (37 درجة مئوية)، وأن هذا السائل يتجمد تحت تاثير الضوء العادي (المرئي).
وقد اختبر الباحثون هذه الطريقة واكتشفوا أن 71-77% من الخلايا تعيش في الحبر البيولوجي مدة 21 يوماً، وتكون للشبكة الخصائص الميكانيكية اللازمة.
ووفقاَ للخبراء يمكن مستقبلاً استخدام مثل هذه الشبكة بمثابة هيكل للعضو المطلوب، وعلى المدى القريب سيكون بالإمكان استخدام الحبر البيولوجي في سد الثقوب الحاصلة في وعاء دموي أو إصلاح القرص الفقري، وأيضاً يمكن استخدام مثل هذه الشبكات في وقف تطور الفتق في جسم الإنسان.