أنا أختنق ، كلمات كرّرها عامل خدمة التوصيل الفرنسي سيدريك شوفيات أثناء توقيفه من قبل عناصر الشرطة الفرنسية في باريس في يناير الماضي.
حصلت وسائل إعلام فرنسية على مقاطع مصوّرة سُمع فيها سيدريك يردد سبع مرّات خلال 22 ثانية أنه لا يستطيع التنفّس، أثناء تثبيته أرضاً من قبل أفراد الشرطة.
وتوفي سيدريك في المستشفى بعد يومين من اعتقاله. وجاء في تقرير الطب الشرعي لاحقاً أن الاختناق وكسر الحنجرة تسببا في وفاته.
واستجوبت الشرطة مؤخراً العناصر التي شاركت في عملية توقيف سيدريك في يناير الماضي، ولم يتعرض أي من هذه العناصر للإيقاف عن العمل بسبب تلك القضية. ورفض المحامي المكلّف بالدفاع عنهم التعليق على التقارير الأخيرة وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
ونقلت صحيفة لوموند عن رجال الشرطة قولهم إنهم أوقفوا سيدريك لأنه كان يتابع الهاتف المحمول أثناء قيادة دراجته واتساخ لوحة التسجيل.
وسيقرر المحققون الآن في شأن توجيه تهم التسبب في وفاة السائق لأربعة من عناصر الشرطة.
وبحسب شهود عيان تحدثوا لصحيفة لوموند، استخدم عناصر الشرطة أسلوب للخنق مثير للجدل وممنوع في بلدان عدة.
واتهمت عائلة سيدريك البالغ من العمر 42 عاماً والأب لخمسة أولاد، الشرطة باستعمال تقنيات توقيف خطيرة ، وقالت إن العنف ضدّه لم يكن مبرّراً.
وكانت الاحتجاجات عمّت أنحاء عديدة في العالم بعد ما تسببت قسوة الشرطة بمقتل الأمريكي الأسود جورج فلويد في مينيابوليس في 25 مايو.
ويتشابه كلا المشهدين في مناشدة الضحيتين الأخيرتين لرجال الشرطة، فكلمات فلويد الأخيرة تحت ضغط عنق رجل الشرطة، لا أستطيع التنفّس ، تحولت عنواناً للمظاهرات في الولايات المتحدة.
ويشكو الشبان السود والعرب في فرنسا من قسوة مفرطة بحقهم من قبل الشرطة.
وأعلنت الحكومة الفرنسية عقب المظاهرات بداية هذا الشهر حظر تقنية التوقيف التي قد تسبب الوفاة خنقاً. ثم تراجعت عن القرار بعد أيام إثر ردّ فعل عنيف من نقابات الشرطة التي خرجت في احتجاجات بأنحاء مختلفة من البلاد.