بيَّنَ قائد الدفاع الوطني في السقيلبية نابل العبد الله، الذي كشف منذ أيام عن نيته بناء كنيسة في السقيلبية تحاكي معمارياً كنيسة آيا صوفيا في إسطنبول، أن الضجة الإعلامية التي أثارتها فكرة بناء أنموذج رمزي لكنيسة آيا صوفيا، بالغت كثيراً وهوَّلت الموضوع وألبسته رداءاً سياسياً خدمة لأجندات خاصة الهدف منها تشويه الحقيقة وتضليل الرأي العام والنيل من سورية أرضاً وشعباً وقيادة.
وأوضح العبد الله، أن المشروع ليس بناء كنيسة وإنما أنموذج رمزي لكنيسة آيا صوفيا بأبعاد 5م × 5م ليس غير.
وقال: إن مشروع بناء كنيسة صغيرة (كابيلا) على اسم كنيسة آيا صوفيا المحتلة من العثمانيين الجدد، على أرض خاصة بنا في السقيلبية، هو نوع من الرد التذكيري وتنشيط الذاكرة بأن معلماً من التراث الإنساني والروحي لا يستطيع متعصب وقاتل كأردوغان العبث به، وأن آيا صوفيا بنيت ككنيسة ولم تكن معبداً لديانة أخرى قبل، وكانت رمزاً للمسيحية طيلة ألف عام، والعثماني احتلها عنوة، ولأنه متأسلم بربري حوّلها إلى مسجد ، على عكس ما فعل الفاروق في القدس .
وأضاف: إن فكرة الكنيسة تعود لي شخصياً ولا دخل لأحد بها وهي ستقام حتماً على أرضي الخاصة وبمالي الخاص.
وأشار إلى أن الفكرة حازت على مباركة غبطة بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، وهي حق طبيعي لأي مواطن مؤمن بدينه ووطنه وانتمائه لهذه الأرض منذ آلاف السنين ، ولمسيحيته منذ ألفي عام ونيّف.
ولفت إلى أن السقيلبية مدينتنا الحبيبة، التي قدمت نحو 160 شهيداً من الشباب والرجال والنساء والأطفال وتلقت أكثر من 7 آلاف صاروخ ، وصمدت وانتصرت بفضل الجيش العربي السوري العظيم وقائده المفدى، تستحق ويستحقون معلماً تذكارياً وكابيلا للصلاة على أرواحهم ووضع أسمائهم المنيرة على رخام الخلود.
وعن الاهتمام الروسي بفكرته، كشف العبد الله أن الأصدقاء الروس سمعوا بموضوع الكنيسة من الإعلام ، وسألوا ووصل الأمر إلى الدوما، وهذا دليل على الاستياء من فعلة أردوغان، لكن أنموذج الكنيسة الرمزي سيبنى بكل تأكيد بيد أهالي السقيلبية، وبحجارة سورية وعلى أرض لي وعلى نفقتي الخاصة، فكما حافظ أجدادنا على الأرض لنا سنحافظ نحن عليها.
وأكد أن خيال البعض المريض ذهب إلى أن بناء كابيلا هو نوع من “حماية روسية لمسيحيي المشرق” ، ” صحيح أن الأصدقاء الروس قدموا ويقدمون الدعم لسورية وجيشها ، لكن الصحيح أيضاً أن مسيحيتنا جزء من سوريتنا، ونحن أهل الأرض قطعاً ووجودنا فيها دهري، وإيماننا قويم وأجراسنا ستقرع أبد الدهر.
ولفت العبد الله إلى أنه تم الانتهاء من تصميم الأنموذج الرمزي وقريباً سنضع حجر الأساس ونبدأ العمل، وكل إنسان حضاري مدعو للصلاة في هذه الكنيسة الصغيرة، التي ستخلّد “الحكمة الإلهية” وأرواح الشهداء.
وشدد على أن السقيلبية مدينة الحياة العنيدة التي لم تهزمها جحافل المتعثمنين، وستبقى مدينة سورية عنيدة ومقراً للإيمان بالله الواحد الذي يجمع السوريين جميعاً، ورابية تحمي الإرث الإنساني في أفاميا العظيمة، مضيفاً: “ولأنها كذلك، استقبلت بكل ترحاب ، أكثر من 4 آلاف سوري هجّرهم الإرهاب المتعثمن من إدلب ، وقريباً سترتفع قبة وجرسية آيا صوفيا الصغيرة في السقيلبية لتعلن أنه لا يمكن لجاهل ومتعصب وقاتل أن يمحو ذكر الحكمة الإلهية، وأن سورية ستبقى مهد المسيحية والحضارات ، ولو كره الكارهون”.