مصر – سعيد عبد الناصر
منذ اللحظة الأولى لعرضه، جاء “تحت الأرض” ليؤكد أنه ليس مجرد مسلسل درامي تقليدي، بل عمل يحمل في طياته مفاجآت غير متوقعة تطيح بكل التوقعات. الجمهور اعتاد لسنوات على حبكة درامية تضع البطل في مأمن حتى الحلقات الأخيرة، حيث ينجو من كل المؤامرات، ويظل ثابتًا حتى النهاية. لكن في “تحت الأرض”، لم تكن الأمور بهذه البساطة!
صدمة الحلقة الثالثة.. عندما سقطت كل الحسابات!
ما حدث في هذا المسلسل لم يكن مألوفًا.. لم يكن منطقيًا وفق القواعد المعتادة للدراما العربية! فمن كان يتوقع أن نجمًا بحجم سامر المصري، صاحب الأدوار القوية والحضور الطاغي، سيكون ضيفًا على المسلسل لثلاث حلقات فقط؟ كيف تجرأت شركة كلاكيت، بقيادة المنتج الذكي إياد نجار، على استقطاب نجم من الصف الأول، وإعطائه دورًا يعرف منذ البداية أنه سينتهي سريعًا؟! هنا تكمن العبقرية، وهنا يظهر مدى احترافية صُنّاع العمل في خلق حبكة تترك الجمهور في حالة ذهول وصدمة حقيقية.
أداء مرعب لنجم يعرف أن وقته محدود
حين يعرف الممثل أن مساحته الزمنية في العمل قصيرة، قد يؤدي دوره بشكل عابر، لكنه قد يستغله ليترك بصمته بقوة، وهذا ما فعله سامر المصري! ففي مشاهد معدودة، قدّم أداءً مرعبًا بكل معنى الكلمة، مجسّدًا شخصية لا تُنسى، بأداء مشحون بالإتقان والقوة. لقد أدرك أن حضوره لن يطول، فحرص على أن يكون رحيله صادمًا، مؤثرًا، ولا يمكن تجاوزه. النتيجة؟ مشاهد صنعت التاريخ، وتصاعد درامي غير متوقع جعل الجمهور في حالة ترقّب مستمرة، غير قادر على التنبؤ بما سيحدث لاحقًا.
كلاكيت.. ذكاء الإنتاج وكسر النمطية
هذه ليست المرة الأولى التي تفاجئنا فيها شركة كلاكيت، فقد سبق أن قدمت أعمالًا أحدثت ضجة كبيرة، مثل “الولادة من الخاصرة” و**”كسر عظم”**، التي كسرت الصورة التقليدية للدراما السورية وخلقت نمطًا جديدًا أكثر جرأة وواقعية. واليوم، تأتي الشركة بمشروع جديد يكرّس هذه الفكرة، ويؤكد أن الدراما ليست مجرد قصص محفوظة أو حبكات متوقعة، بل مساحة للإبداع والتجديد.
ماذا بعد؟ لا أحد يعلم!
ما فعله “تحت الأرض” منذ حلقاته الأولى هو وضع الجمهور أمام معادلة جديدة: لا شيء مؤكد، لا أحد في مأمن، والتوقعات لن تجدي نفعًا! هذا النوع من الدراما هو الذي يبقى، وهو الذي يجعل المشاهد في حالة تفاعل دائم، مترقبًا كل لحظة وكأنها مفاجأة جديدة. إذا كانت الحلقة الثالثة قد حملت هذه الصدمة، فماذا عن الحلقات القادمة؟ ما المصير الذي ينتظر باقي الشخصيات؟ كيف ستتطور الأحداث في ظل هذا الأسلوب غير التقليدي؟
كل هذه الأسئلة تجعل من “تحت الأرض” ليس مجرد مسلسل رمضاني، بل تجربة درامية حقيقية تضع المشاهد في قلب الحدث، وتجعله جزءًا من اللعبة الدرامية التي لا تخضع لأي قواعد ثابتة.