إنَّ متلازمة التراجع الذيلي، أو “الانحدار الذيلي”، أو”التخلق العجزي”، التي يعاني منها الشاب القطري غانم المفتاح، الذي افتتح حفل مونديال قطر 2022، واحدة من بين المتلازمات النادرة.
وتصيب الأطفال المواليد للأم المريضة بمرض السكري، إضافة إلى العوامل الوراثية والبيئية، من بينها شرب الكحول، أو نقص الأوكسجين، والتي تسبب مشاكل في تدفق الدم إلى المنطقة الذيلية للجنين.
وتظهر العديد من الأعراض على الطفل الذي يعاني من متلازمة التراجع الذيلي، والتي غالباً ما تكون واضحة خلال الأيام الأولى من الولادة، إذ إنها تصيب واحداً من بين 25 ألف حالة حول العالم، وتتمثل في تشوه الجهاز التناسلي والبولي، ومشاكل في الكلى.
وقد تظهر علامات أخرى على الطفل المصاب بهذه المتلازمة، من بينها تشوهات في الوجه، وتشقق الشفة والحنك.
وتختلف أعراض متلازمة التراجع الذيلي حسب مدى حدة الإصابة بها، إذ إنَّ الحالات الخفيفة لا تسبب التشوهات الظاهرة على الطفل.
بينما الحالات الشديدة تكون التشوهات فيها واضحة بشكل كبير على الطفل، التي غالباً ما تظهر على مستوى العمود الفقري، والورك. وعند الحديث عن تشوه في الجهاز التناسلي والبولي، فهذا يعني أنَّ الطفل يعاني من تشوهات على مستوى الكلى، التي تؤدي إلى التهاب المسالك البولية، والفشل الكلوي التدريجي.
بالإضافة إلى تعرض المصاب لمشاكل في المثانة، أو في الأعصاب المتحكمة فيها، فيما يمكن أن تتكون الأعضاء التناسلية في أماكن غير عادية، أو عدم تكونها في بعض الحالات.
وضمن المشاكل الأخرى التي يمكن أن يتعرض لها المصاب بمتلازمة التراجع الذيلي هي سلسل البول، أو سلس البراز، والتي يصعب التحكم فيهما بسبب التشوهات الحاصلة.
وفيما يخص تشوهات العمود الفقري، والأطراف السفلية من الجسم، لدى المصابين بمتلازمة التراجع الذيلي، فإنها تؤثر على عظام العمود الفقري، والأجزاء المقابلة من الحبل الشوكي.
ويمكن أن تكون الفقرات الموجودة حول النخاع الشوكي مغلقة بشكل غير كامل، ما يساهم في تكون كيس مليء بالسوائل أسفل منطقة الظهر.
وعلاوةً على ذلك، فإن الطفل من الممكن أن يعاني من الجفاف، إضافة إلى مشاكل في التنفس، وعدم اكتمال في عظام الورك والأرداف.
وتوجد عدة طرق يمكن من خلالها الكشف عن الإصابة بمتلازمة التراجع الذيلي، والتي من المستحسن أن تتم مبكراً، خصوصاً في مرحلة قبل الولادة.
حيث يمكن الكشف عن إصابة الجنين بالمتلازمة، وفحص عموده الفقري السفلي، والمخروط النخاعي، ومحيط عضلات الطرف السفلي، عن طريق الموجات فوق الصوتية.
وهذا إلى جانب القيام باختبار تخطيط القلب باستخدام الموجات الصوتية، ثم التصوير المغناطيسي وموجات الراديو لإنتاج صور مقطعية لأعضاء الجسم، لمعرفة درجة التشوهات التي تعرض لها العمود الفقري.
وأمّا بالنسبة العلاج، فإن الطريقة لذلك هي محاولة إصلاح التشوهات الحاصلة في الجزء السفلي للجسم، وذلك لأنه لا علاج لمتلازمة التراجع الذيلي. ويتم اللجوء إلى عمليات جراحية، في حال كانت ضرورية، وذلك من أجل إصلاح التشوهات الحاصلة سواء في الجهاز التناسلي، أو البولي، والعمود الفقري.
