استكشف مدون الرحلات القطري، عبد العزيز العجيل خلال زيارته الأخيرة إلى مصر، شقة العندليب الأسمر، في الطابق السابع من عمارة “زهراء الجزيرة”، التي تقع وسط حي الزمالك بالعاصمة القاهرة، أمام حديقة الأسماك.
وبعد انقطاع طويل عن مصر، أراد مدون الرحلات القطري، خوض تجربة مختلفة في البلاد، خارجة عن نطاق السياحة التقليدية، ليتعرّف إلى غناها الثقافي، حسبما ذكره في مقابلة مع موقع CNN بالعربية.
ويشير العجيل إلى الكم الهائل للعبارات والرسائل التي تركها المعجبون وكأنها نقوش تزين جدران الممر الخارجي للشقة، التي كان يسكن بها عبد الحليم، ما لفت نظر المدون القطري، إذ أنّها من أنامل الجيل الحالي، رغم مرور نصف قرن تقريبًا على رحيل العندليب الأسمر.
وبمجرد دخوله من باب الشقة، شعر العجيل بالانبهار بفخامة الديكور، المتأثر بالطراز الفرنسي، لافتًا إلى أن الشقة بقيت على حالها، كما كانت بمنتصف القرن الماضي.
ويتذكر العجيل لحظة دخوله بأنه استشعر الشخصيات المهمة التي كانت تجتمع بين هذه الجدران، من شعراء وفنانين وملحنين.
ولطالما وجد العجيل صعوبة في تخيل شكل الحياة خلال الحقبة التي عاصرها عبد الحليم بلونين غير الأبيض والأسود، على غرار أفلام عبد الحليم بالعصر الذهبي للسينما المصرية.
لذا خلال استكشافه لشقة العندليب الأسمر، حاول العجيل أن يرى ما حوله مجردًا من الألوان، كما بأفلام الأبيض والأسود.
ويصف العجيل زيارته إلى الشقة بالحلم الذي تحقق، إذ يتذكر مشاعر الفرحة التي غمرته، مشيرًا إلى مدى تشابه المكان مع شخصية الفنان المصري الرومانسية والأنيقة، على حد تعبيره.
وحرص المدون القطري على توثيق أركان الشقة التي لا تزال تحتفظ بكل تفاصيلها الدقيقة، إلى جانب الأغراض الخاصة للغاية بالمطرب الراحل مثل أنواع العطور التي كان يستخدمها، والعود الذي خرجت منه إبداعاته الخالدة.
ومن بين التفاصيل التي أثارت اهتمام العجيل، كان آثر رأس عبد حليم البارز على ظهر سريره، الذي يشير إلى طول مكوثه بهذه الوضعية خلال فترة مرضه، وهي فترة فطرت قلوب جميع معجبيه في الوطن العربي آنذاك، حسبما ذكره العجيل.
وحرص العجيل على مشاركة مقطع الفيديو الذي وثقه خلال جولته بشقة عبد الحليم حافظ عبر حسابه على “انستغرام”، معلقًا: “شقة العندليب الأسمر.. حلم و تحقق بالنسبة لي .. حسيت شقته تشبهه .. رومانسية، أنيقة، دافية”.
ولقي مقطع الفيديو أصداء واسعة النطاق من قبل متابعي العجيل، الذين عبروا عن إعجابهم ومشاعر الحب التي يكنوها للعندليب الأسمر الراحل.