أكد مسؤولون أوكرانيون أن القوات الروسية لم يعد لديها خيار سوى الفرار من مدينة خيرسون جنوبي البلاد لكنهم لم يصلوا إلى حد إعلان النصر اليوم الخميس، حتى بعد إعلان موسكو أنها بدأت انسحاباً من شأنه أن يمثل هزيمة مذلة في الحرب الطاحنة.
هناك صعوبة في معرفة ما يدور في المدينة الساحلية الاستراتيجية، التي شهدت فرار عشرات الآلاف في الأسابيع الأخيرة. وعبر بعض المراقبين الغربيين، بينهم ضابط أمريكي بارز، عن اعتقادهم أن قوات الكرملين أُجبرت على الانسحاب – على الرغم من أن الانسحاب الكامل قد يستغرق بعض الوقت.
يحذر المسؤولون الأوكرانيون منذ أسابيع من أن أي إعلان روسي عن انسحاب يجب أن يعامل بريبة. واتهموا موسكو بالتخطيط لإغراء القوات الأوكرانية بالوقوع في كمين، قائلين إن الجنود الروس ارتدوا ملابس مدنية في محاولة للتواري بين سكان المدينة.
لكن قائد القوات الأوكرانية، فاليري زالوجني، قال إن ”العدو لم يكن أمامه خيار آخر سوى اللجوء إلى الفرار”، لأن جيش كييف ”دمر الطرق اللوجستية ونظام الإمداد، وعطل نظام قيادة العدو في المنطقة”.
لكن الجيش الأوكراني لم يستطع تأكيد أو نفي انسحاب القوات الروسية بالفعل من خيرسون، كما ذكرت وزارة الدفاع الروسية اليوم الخميس.
وقالت الوزارة إن هناك ”مناورة لوحدات المجموعة الروسية” على الجانب الآخر من نهر دنيبر حيث تقع خيرسون، بعد يوم من أمر الانسحاب.
لكن مسؤولاً أوكرانياً آخر قدم سبباً آخر للقلق من أي انسحاب، حيث زعم المستشار الرئاسي ميخايلو بودولاك أن القوات الروسية زرعت ألغاماً في جميع أنحاء خيرسون، قائلة إنها تريد تحويلها إلى ”مدينة الموت”.
استولت موسكو على خيرسون بعد وقت قصير من بداية الحرب في 24 فبراير العاصمة الإقليمية الوحيدة التي استولت عليها – وضمت بشكل غير قانوني المنطقة الأوسع التي تحمل الاسم ذاته في سبتمبر.
يمثل الانسحاب القسري من المدينة أحد أسوأ هزائم روسيا، وقد تسمح استعادة خيرسون لأوكرانيا باستعادة الأراضي التي خسرتها في الجنوب، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، التي استولت عليها موسكو عام 2014. ومن المرجح أن يزيد الانسحاب الروسي الضغط المحلي على الكرملين لتصعيد الصراع.
كان المسؤولون الأوكرانيون حذرين طوال الحرب في إعلان أي انتصارات ضد القوة الروسية التي تفوقت عليها في البداية على الأقل من حيث العدد والعتاد. لكن شكوكهم الصريحة في إعلان روسيا الانسحاب كانت غير عادية.