حذّرت الأمم المتحدة يوم الخميس 3 نوفمبر، من أن ثلث الأنهار الجليدية التي تصنّفها اليونسكو ضمن التراث العالمي ستختفي بحلول سنة 2050 “أياً كان السيناريو المناخي”، مشددةً على ضرورة “الخفض السريع لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون” للحفاظ على الثلثين المتبقيين.
واحتوت الدراسة على 18600 نهر جليدي تبلغ مساحتها 66 ألف كيلومتر مربع موزعة على 50 موقعاً مصنفة ضمن التراث العالمي، أي 10% من إجمالي المساحة الجليدية في العالم، مما يعكس حال الأنهار الجليدية في العالم.
ويشكل ذوبان الجليد والثلوج، بحسب تقرير نشرته اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في الربيع الماضي، أحد التهديدات الكبرى الناجمة عن الاحترار المناخي.
وبحسب اليونسكو، تذوب الأنهار الجليدية المدرجة في التراث العالمي بمعدل 58 مليار طن من الجليد كل عام، وهو ما يعادل حجم المياه التي تستخدمها فرنسا وإسبانيا سنوياً، مما يساهم في ارتفاع مستوى سطح البحر العالمي.
وكشفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة أن الأنهار الجليدية المتبقية التي تشكل ثلثي المساحة الحالية لن تختفي بالضرورة بل “يمكن إنقاذها بالحد من الاحترار المناخي إلى 1.5 درجة”.
وقد عدّت المديرة العامة للمنظمة أودري أزولاي، مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ الذي سيعقد من 6 إلى 18 نوفمبر في منطقة شرم الشيخ المصرية، أنه سيكون “حاسماً في المساعدة على إيجاد حلول”.
ومن المحتمل أن تختفي كل الأنهار الجليدية المدرجة في قائمة التراث العالمي في إفريقيا بحلول عام 2050، ومن أبرزها تلك الموجودة في منتزه كليمنجارو الوطني في تنزانيا.
بينما في أوروبا، يتوقع أن تختفي الأنهار الجليدية لجبال بيرينيه مون بيردو في فرنسا وإسبانيا، وكذلك تلك الموجودة في جبال دولوميت في إيطاليا والمتنزهات الوطنية في يلوستون ويوسيميتي في الولايات المتحدة.
وقد شهدت الأنهار الجليدية في المناطق المحمية في يونان بالصين انخفاضاً في حجمها بأكثر من النصف، وهي تذوب حالياً بشكل أسرع بين المواقع المصنفة.
ونبّهت المنظمة من أن “نحو 50% من الأنهار الجليدية المدرجة ضمن التراث العالمي يمكن أن تختفي بالكامل تقريباً بحلول سنة 2100 في حال بقيت الانبعاثات عند مستواها الحالي”.
وقد دعت اليونسكو، بالإضافة للدعوة إلى خفض “جذري” في انبعاثات غازات الدفيئة، إلى إنشاء “صندوق دولي لمراقبة الأنهار الجليدية والحفاظ عليها”.