عثر علماء الآثار في مصر على “ضريح صقور” عمره 1700 عام، مكتمل ببقايا 15 صقراً مقطوع الرأس على قاعدة، بالإضافة إلى نصب تذكاري حجري يصور “إلهين” مجهولين.
وقد تم وصف الضريح والنصب اللذان عُثِرَ عليهما في منطقة برنيس، وميناء مصري قديم على البحر الأحمر، في ورقة نُشِرَت في عدد أكتوبر 2022 من المجلة الأمريكية لعلم الآثار، وكتب الباحثون في الدراسة أنه عُثِرَ على حربة حديدية يبلغ طولها حوالي 13 بوصة (34 سم) بالقرب من قاعدة التمثال، وذلك وفق تقرير نشره موقع Live Science الأمريكي، الخميس 20 أكتوبر 2022.
وأفاد ديفيد فرانكفورتر، أستاذ الدين في جامعة بوسطن، الذي لم يشارك في البحث: “يبدو أن قطع رأس الصقور هو لفتة محلية لإكمال عرض حي لإله الضريح”.
وأوضح فرانكفورتر: “عادةً ما تتضمن التضحية النذرية بحيوان حي نوعاً من القتل أو إراقة الدماء، لإظهار التزام المتدينين”.
وكان قد عثر علماء الآثار، في غرفة أخرى من الضريح، على لوحة، أو عمود، مع نقش يوناني يترجم إلى: “من غير المناسب غلي الرأس هنا”، ويبقى سبب قطع رأس الصقور لغزاً غامضاً، ولماذا وُضِعَت لوحة تمنع غليان الرؤوس، ولماذا وُضِعَت الحربة بالقرب من الصقور؟.
وتُظهِر اللوحة ثلاثة آلهة: حربوقراط، وهو “إله طفل”، واثنين من الآلهة أسماؤهم غير واضحة، وكتب الفريق أن أحدهما له “رأس صقر” والآخر إلهة ترتدي تاجاً مصنوعاً من “قرون البقر وقرص شمسي”، مشيراً إلى أن الإله برأس الصقر يبدو أنه الأبرز بين الثلاثة.
وأحد التوقّعات، هو أن تكون الصقور الخمسة عشر مقطوعة الرأس قرابين للآلهة، ولا سيما الإله الذي برأس صقر، وفسّر الباحثون أن الحربة ربما كانت أيضاً بمثابة قربان.
وفيما يخصّ ذلك، كتب الفريق في ورقته: “نفترض أن الأضاحي كانت تُغلَى قبل تقديمها إلى الإله، ربما لتسهيل نتف ريشها، وأنها نُزِعَت رؤوسها حسب الوصفة الموضوعة على المسلة أو اللوحة”.
بينما احتوى الضريح على بقايا أسماك وثدييات وقشر بيض للطيور، وأشار الفريق إلى أن بعض هذه قد تكون قرابين أيضاً، وربما كانت هناك وليمة في الضريح، حيث أنه في الوقت الذي كان فيه الضريح قيد الاستخدام، حوالي القرن الرابع بعد الميلاد، كانت الإمبراطورية الرومانية تسيطر على مصر، ولكن سيطرتها كانت تتضاءل.
وقد عثر الفريق، في برنيس، على نقوشاً كتبها ملوك بليميان، الذين كانوا قوماً شبه رحل عاشوا إلى حد كبير فيما يُعرف الآن بالسودان وأجزاء من جنوب مصر، وتشير الاكتشافات في برنيس إلى أن البليميان عاشوا في برنيس بين القرنين الرابع والسادس بعد الميلاد، حتى هجروا الموقع.
ويكشف الضريح أن الممارسات الدينية القديمة استمرت حتى بعد ظهور المسيحية، على حد قول فرانكفورتر، وفي الوقت الذي كان الضريح قيد الاستخدام كانت المسيحية هي الديانة الرسمية للإمبراطورية الرومانية.