سيتلقّى ما يصل إلى 150 بريطانياً مصاباً بالصرع سنوياً شكل جديد من الجراحة على الجزء من دماغهم الذي يسبب نوباتهم، والتي يُحتمَل أن تغير حياتهم، وذلك ضمن مبادرة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية.
وأفادت صحيفة The Guardian البريطانية إن هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا ستقدم جراحات باسخدام ألياف الليزر البصرية “الرائدة عالمياً”، والتي ستسمح لمرضى الصرع بتجنب الاضطرار إلى الخضوع لجراحة الأعصاب، وهي أكثر توغلاً في الجسم.
وسيباشر الجراحون في نشر العلاج في مستشفيين لم يُحدّدا بعد، أحدهما في الشمال والآخر في جنوب إنجلترا في أوائل العام المقبل، وذلك لمساعدة المرضى الذين لم تستجب حالتهم إيجابياً للعلاجات الدوائية المضادة للتشنج.
ويقاسي حوالي 600 ألف بريطاني من الصرع، أي ما يقرب من واحد من كل 100 من السكان، ولا يستطيع ثلثهم السيطرة على حالتهم باستخدام الأدوية فقط، وقد يحتاجون إلى جراحة أعصاب لإزالة الجزء من الدماغ الذي يسبب لهم النوبات، التي يمكن أن تكون قاتلة.
وأفاد البروفيسور السير ستيفن بويس، مدير الطب الوطني في هيئة الخدمات الوطنية في إنجلترا: “هذا العلاج بأشعة الليزر الرائد لمرضى الصرع سيغير حياتهم وسيوفر الأمل لمئات الأشخاص كل عام الذين لم ينجحوا في منع النوبات بالأدوية التقليدية”.
وقال بويس: “من خلال استبدال جراحة الأعصاب العميقة بأحدث علاج بالليزر، سيتمكن الأطباء من استهداف أجزاء الدماغ المُسبّبة للصرع بشكل أفضل، مما لا يساهم فحسب في تقويض المخاطر التي يتعرض لها هؤلاء المرضى بدرجة كبيرة، بل أيضاً في تقليل وقت تعافيهم داخل وخارج المستشفى لفترة أقل بكثير”.
وأوضحت هيئة الخدمات الصحية إنه بينما يعاني حوالي 150 ألف شخص من نوبات، فإن نحو 10 آلاف منهم فقط مرشحون لإجراء جراحة الأعصاب، وذلك لأن مصدر النوبة لا يمكن تحديد موقعه أو أن النوبات ليست متكررة أو شديدة بما فيه الكفاية، وجزء ضئيل من هؤلاء الأشخاص يقررون إجراء جراحة المخ والأعصاب، والأشخاص المؤهلون لإجراء جراحة الليزر الجديدة هم المصابون بصرع بؤري لم يتحكموا فيه بتناول جرعات من دواءين مختلفين كحد أقصى، والذين خضعوا للفحص في مركز جراحة الصرع.
وأفاد البروفيسور جيمس بالمر، المدير الطبي للخدمات المتخصصة في هيئة الخدمات الصحية، بأن ذلك كان “طفرة في تغيير قواعد اللعبة للمرضى الذين لم ينجحوا في استخدام الأشكال التقليدية من العلاج للسيطرة على نوباتهم، وسيمنح مرضى الصرع فرصة حقيقية لعيش حياة طبيعية”، وسيكون بإمكان المرضى العودة إلى المنزل في اليوم التالي واستئناف العمل والأنشطة العادية بعد أسبوع، في حين أن أولئك الذين خضعوا لجراحة المخ والأعصاب يمكثون في المستشفى لمدة أسبوع ويحتاجون إلى التعافي في المنزل لمدة ثلاثة أشهر.
ودعا ماكسين سميتون، الرئيس التنفيذي لمنظمة Epilepsy Research لتنفيذ أبحاث الصرع في المملكة المتحدة، بهذه الخطوة، لكنه قال: “إن نقص الاستثمار المزمن في أبحاث الصرع يعني أن العلاجات الفعّالة لكل من يعاني من هذه الحالة لا تزال على بُعد عقود. على الرغم من كونها واحدة من أكثر الحالات العصبية شيوعاً وخطورة، إلا أن 0.3% فقط من مبلغ 4.8 مليار جنيه إسترليني أُنفِق على الأبحاث المتعلقة بالصحة خُصص للاستثمار في علاج الصرع. نحن بحاجة إلى مزيد من الاستثمار والمزيد من الأبحاث حتى نتمكن من تحقيق ابتكارات مهمة للمرضى مثل هذا”.