تعتزم فنلندا إقامة حواجز وأسلاك شائكة على طول عشرات الكيلومترات على حدودها مع روسيا، مدفوعة بالمخاوف الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا.
حيث أعلنت رئيسة الوزراء سانا مارين هذا الأسبوع، أن هناك دعماً واسعاً في البرلمان لإقامة سياجات معدنية عالية على 10 إلى 20% من حدودها مع روسيا البالغ طولها حوالي 1300 كلم، وفق مشروع تصل كلفته إلى مئات ملايين اليورو.
ولا تفصل فنلندا عن روسيا حالياً سوى سياجات خشبية هشّة تعود إلى زمن الاتحاد السوفييتي، صُمّمت بالأساس لمنع المواشي من عبور الحد الفاصل بين البلدين.
وتعتزم هلسنكي اليوم بناء حواجز أعلى تتضمن شباكاً معدنية متينة تعلوها أسلاك شائكة، تمتد بمحاذاة طريق، مبرّرة مشروعها بضرورة حماية البلد في حال حصول موجة هجرة كثيفة بحسب الرواية الرسمية، كما حصل على الحدود بين بيلاروس والاتحاد الأوروبي العام الماضي.
وقالت سانا مارين “آمل أن يكون بالإمكان بدء المشروع بأسرع ما يمكن”.
وعمدت عدة بلدان أخرى من الاتحاد الأوروبي مثل بولندا وإستونيا ولاتفيا، إلى تعزيز حدودها البرية مع روسيا أو تنوي القيام بذلك.
واعتبر حرس الحدود الفنلندي من “الضروري” إقامة سياج على مسافة 130 إلى 260 كلم في المناطق الحرجية، ولا سيما في جنوب شرق البلاد حيث تتركز غالبية عمليات عبور الحدود.
ومنذ إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سبتمبر أمر التعبئة للقتال في أوكرانيا، شهدت فنلندا تدفق مواطنين روس فارين من بلادهم، إلى أن قررت فرض قيود صارمة على دخول الوافدين.
وينفذ المشروع المقدر بـ”مئات ملايين اليورو” أولاً على بضعة كيلومترات في منطقة تجريبية، قبل إقامة السياج بالكامل خلال ثلاث إلى أربع سنوات.
ولن يغطي السياج كامل الحدود التي تعبر في قسمها الأكبر في أراض حرجية نائية عن المناطق المأهولة.
غير أن حرس الحدود يشيرون إلى أنه سيساعد في رصد مجموعات كبيرة وحصر عمليات التسلل في مناطق أصغر يسهل الإشراف عليها.
وإن كانت الحكومة تحظى بدعم سياسي لمشروعها، إلا أن بعض الخبراء يتخوفون من أهداف المشروع.