متابعة _ لمى ابراهيم:
مع استقالة رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس من منصبها قبل ساعات قليلة، تحركت أسهم بورصة المرشحين لخلافتها في منصبها.
وباتت رئيسة الوزراء البريطانية المستقيلة ليز تراس صاحبة أقصر فترة زمنية في تاريخ هذا المنصب بالبلاد.
وفي حين اختلفت التقديرات حول هوية أوفر المرشحين حظوظا لخلافة تراس، اتفق المراقبون على أربع شخصيات أساسية لا يخرج عنها السباق:
ريشي سوناك
منافس سابق لتراس على زعامة المحافظين، وكان يتولى حقيبة المالية في حكومة بوريس جونسون المستقيلة في أوائل يوليو/ تموز الماضي.
وسوناك جاء في المركز الثاني بعد تراس في سباق قيادة حزب المحافظين، حيث سبق وحذر من أن خططها لتخفيض الضرائب ستدفع الاقتصاد إلى الانهيار، متهماً إياها باتباع “اقتصاديات القصص الخيالية”، حيث وعدت بتخفيضات ضريبية غير ممولة.
وفي أعقاب تداعيات الميزانية المصغرة، يعتقد أنصار سوناك أنه قد تمت تبرئة ساحته. وقال أحد النواب الذي أيده في السباق على القيادة لصحيفة التلجراف إن “كل ما قاله تحقق”.
وإذا فاز سوناك في كل جولة تصويت بين أعضاء البرلمان بسباق قيادة حزب المحافظين، فإن هناك علامات استفهام حول ما إذا كان بإمكانه إعادة توحيد الحزب، حيث كان قد لعب دورًا رئيسياً في خروج بوريس جونسون من منصب رئيس الوزراء.
بيني موردنت
يتفق المراقبون أيضاً على حظوظ موردنت في احتمال خلافة تراس، إذ كانت الثالثة التي حظيت بأصوات في سباق الحزب لاختيار زعيمه.
لكن وزيرة الدفاع السابقة كانت قد أثارت ضجة أيضاً في مؤتمر حزب المحافظين في وقت سابق من أكتوبر/تشرين الأول الجاري عندما أعربت عن اعتقادها أن تراس ستبقى في منصبها لعامين على الأقل.
وكانت موردنت تتحدث إلى مجلس العموم نيابة عن تراس للإجابة على سؤال عاجل بشأن إقالة المستشار السابق كواسي كوارتنج يوم الاثنين الماضي، حيث نفت محاولة تراس الاختباء من مواجهة النواب.
وفي رسائل تمت مشاركتها في مجموعات واتساب التابعة لحزب المحافظين، والتي تم تسريبها إلى شبكة سكاي نيوز البريطانية، دعا نائب بحزب المحافظين كريسبن بلنت سوناك وموردنت لتولي المسؤولية.
وكتب: “تقدم ريشي وبيني إلى الأمام، بدعمنا وتشجيعنا لمصلحتنا جميعًا”.
بن والاس
يحظى وزير الدفاع والجندي السابق باحترام كبير للدور الذي لعبه في دعم المملكة المتحدة لأوكرانيا. وكان والاس قد ظل محايدًا في سباق قيادة حزب المحافظين قبل أن يدعم في النهاية تراس. وهناك شكوك حول ما إذا كان يريد أن يكون قائداً، بعد أن استبعد نفسه من السباق هذا الصيف على الرغم من اعتباره المرشح الأوفر حظًا من قبل كثيرين.
والثلاثاء الماضي، قال وزير الدفاع لصحيفة التايمز إنه يريد البقاء في منصبه وسط تكهنات بأنه قد يكون مرشحًا للوحدة ليصبح رئيسًا للوزراء
ووبخ والاس زملاءه المحافظين على لعب “ألعاب الصالون السياسي”، قائلاً للصحيفة: “الجمهور يريد الاستقرار والأمن، وإذا فشلت الحكومة في تحقيق ذلك، فسوف يرسلوننا إلى مقاعد المعارضة”.
وعندما سئل عما إذا كان يريد أن يقود الحكومة، قال والاس: “أريد أن أكون وزيرا للدفاع حتى أنتهي.. أحب الوظيفة التي أقوم بها ولدينا المزيد للقيام به.. أريد أن يكون رئيس الوزراء هو رئيس الوزراء. وأنا أريد القيام بهذا العمل وأكون وزيراً”.
ويشغل والاس منصبه منذ يوليو/ تموز عام 2019، لكنه ألمح إلى أنه قد يستقيل على الأرجح إذا تخلت الحكومة عن تعهد رئيسي بتعزيز الإنفاق الدفاعي، والاثنين الماضي، رفض وزير المالية الجديد جيريمي هانت الالتزام بإنفاق 3٪ من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع.
بوريس جونسون
في خطاب الوداع الذي ألقاه كرئيس للوزراء، أثار جونسون التكهنات بشأن عودته للسياسة مرة أخرى على الرغم من وعده بـ “الدعم الأكثر حماسة” لخليفته تراس.
وقارن جونسون نفسه برجل الدولة الروماني سينسيناتوس، الذي حارب الغزو قبل أن يعود إلى مزرعته. لكن وفقًا للتراث، عاد سينسيناتوس لاحقًا ليخدم فترة ولاية ثانية.
ويقال إن بعض نواب حزب المحافظين يقترحون علنا أن يطلب الحزب من جونسون العودة إلى داونينج ستريت، على الرغم من الإطاحة به قبل ثلاثة أشهر فقط.
ووزيرة الثقافة السابقة وحليفة رئيس الوزراء السابق، نادين دوريس، هي واحدة من أولئك الذين يطالبون علانية بعودة جونسون. وكتبت على مواقع التواصل الاجتماعي: “لا يوجد مرشح وحدة. لا أحد يحظى بالدعم الكافي.”
وأضافت: “نائب واحد فقط لديه تفويض من أعضاء الحزب ومن الجمهور البريطاني – تفويض بأغلبية 80 مقعداً.. بوريس جونسون”.
لكن من غير الواضح ما إذا كان رئيس الوزراء السابق مهتماً بالعودة.
جيرمي هانت
ينظر في الوقت الحالي على نطاق واسع لهانت، الذي تم تعيينه ليحل محل وزير المالية المُقال كواسي كوارتنج، باعتباره أقوى شخصية في الحكومة.
ويرى الكثيرون في حزبه أنه رجل آمن، وقد حاول هانت مرتين أن يصبح زعيمًا لحزب المحافظين وشغل سابقًا منصب وزير الخارجية ووزير الصحة ووزير الثقافة.
وفي سباق القيادة هذا العام، دعم ريشي سوناك على تراس بعد انسحابه من المنافسة في الجولة الأولى من التصويت.
وكان في المتنافسين الأخيرين على زعامة حزب المحافظين في عام 2019 – لكنه خسر أمام بوريس جونسون بنسبة 66٪ إلى 34٪ في تصويت الأعضاء.
وقال النائب المحافظ كريسبين بلانت إن هانت يجب أن يكون الزعيم القادم للحزب.
وأضاف: “جيريمي هانت مارس بشكل مثير للإعجاب في غضون أيام قليلة صفاته الشخصية المعروفة وقدم أول مساهمة حاسمة لاستعادة أولوية خدمة المصلحة الوطنية. يجب أن يكمل هذا العمل كرئيس وزرائنا المقبل”.
لكن رغم هذه الشعبية بين المحافظين، فإن هانت قد لا يترشح ليحل محل تراس.