أنجبت امرأة من أحد المحافظات العراقية مولوداً مزدوجاً، بمعنى أن المولود كان له رأسان وأربعة أذرع، وصدران وبطن واحدة ورجلان، أي أنه كان ملتصقاً حتى الوسط ثم ينفرد إلى القدمين.
وكان المولود أنثى فأطلقت الأم العراقية على المولودتين إسمين جميلين الأولى (زهراء) والثانية (عبير) وقد رسخت هذه الأم فيهما عنصرين في جوهر واحد فكل منهما مسكونة في الأخرى دائماً، وحين بلغت الابنتان سن 15 شغل قلب كل منهما فتى عاشق هامت به كلتاهما لكن المشكلة انفجرت حين اكتشف الفتى أنه يحب عبير فحسب وأنها وحدها من طار لبه عشقاً وشوقاً لها دون الأخرى.
ذات يوم كتب هذا الفتى العاشق رسالة عشق أثارت غيرة شقيقتها زهراء فأجابت عبير بنعم وأجابت زهراء ب كلا ومن هنا بدأت الأزمة واشتغل فتيل الحرب بين الشقيقتين جراء إضرام نار العشق فقد وجدت زهراء أنها ستكون شاهداً متحداً وممارساً وخاضعاً، وأنها لا تمتلك حق القبول والرفض في ممارسات حق الزوجية بل إنها تعيش واقعاً حتمياً (الامتزاج الجسدي) في وقت أنّ زهراء تعتبر عبير عدواً لها لأنها سرقت حبيبها، ما أوصد كل باب للتفاهم والحوار لمعرفة الأسباب الحقيقية للصراع والتصادم بين الشقيقتين الملتصقتين في جسد واحد أ هي تجاوز على حقوق كل طرف؟ أم تنافس؟ أم صراع؟ أم تكامل واتحاد؟
ووصلا إلى حقيقة مفادها أنّ لا حل سوى بالتكامل بين الطرفين (اندماج الجسدين ماديا ومعنوياً وفكرياً) واتفقا على أن يتزوج الفتى التوأمين زهراء وعبير كحل واقعي ناجع لاستمرار دوران عجلة الحياة وتحقيق مكاسب للطرفين بدلاً من الصراع وأن يكون لهم مصيراً ووجوداً واحداً مهما كان الخلاف.