رفع شاب أمريكي يدعى جوناثان ريتشز، أكثر من 8 آلاف قضية على أشخاص مقربين منه، ومؤسسات، ومشاهير، وشخصيات قد ماتت منذ زمن بعيد، لأسباب قد يعتبرها البعض تافهة، في العديد من الولايات الأمريكية، وتمكن من كسب عدد مهم من هذه القضايا.
عُرِف جوناثان ريتشز المولود سنة 1976 في ولاية بنسلفانيا الأمريكية، بسجله المليء بالجرائم، من عمليات سرقة واحتيال. وفي سنة 2002 حكم عليه بالسجن لمدة عشر سنين، بسبب إحدى الجرائم التي اقترفها، وخلال تلك الفترة، رفع عدداً كبيراً من القضايا على العديد من الشخصيات، لأسباب تافهة وغريبة.
إذ كانت البداية من خلال طعنه في الحكم الصادر في حقه، ثم رفع قضية ضد القضاء نفسه، وأخرى ضد رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في تلك الفترة جورج دبليو بوش. وخلال تواجده في السجن كان يفكر في أي شيء سبق وأزعجه، وحوّله إلى قضية، من بينها قضية ضد والدته بتهمة عدم تربيته بشكل جيد، وأخرى ضد أصدقائه بتهمة تأخرهم عن المواعيد.
ليس هذا فقط، فقد رفع دعوى ضد شركة روك ستار، المنتجة للعبة “GTA” بتهمة أنها سببت له صدمة خلال سن المراهقة، وأخرى ضد شركة طيران أمريكية، بتهمة إزعاج طائراتها له خلال فترة نومه في زنزانته.
ولم يتوقف جوناثان عن رفع القضايا، فمنها من كانت ضد أساتذته، وأخرى ضد أفراد من عائلته، وحتى خطيبته، وكانت الأسباب دائماً غريبة، من بينها سوء المعاملة. كما أنه تجاوز الأشخاص المقربين منه، وانتقل إلى عالم المشاهير والشخصيات العامة، من فنانين وسياسيين، من بينهم عائلة الكارداشيان، وبريتني سبيرز، وستيف جوبز.
وتجاوزت أفكاره في رفع القضايا ضد الشخصيات المشهورة التي ما زالت على قيد الحياة، وإنما وصل إلى حد رفع دعوى ضد آخرين ماتوا منذ عقود، من بينهم أفلاطون، وتشي جيفارا، والصيدلاني والمنجم نوستراداموس، إضافة إلى رفعه قضايا ضد نصب لينكولن التذكاري، وبرج إيفل، والحزب الاشتراكي الوطني لأدولف هتلر، لكن لم يتم الكشف عن الأسباب وراء رفعه هذه القضايا على هؤلاء الشخصيات، والمؤسسات بمختلف أنواعها.
اشتُهِر جوناثان ريتشز بسبب كثرة القضايا التي رفعها، وتجاوز عددها 2000 قضية في فترة قصيرة، في ولايات متعددة في أمريكا، مما جعل عدداً من المحامين يتسابقون من أجل الترافع لصالحه في قضاياه هذه.
وبالرغم من رفض القضاء قبول عدد كبير من هذه القضايا، وخسارته عدداً كبيراً منها، إلا أن هناك قضايا أخرى حُسمت لصالحه، وتمكن من الحصول على ما يقارب 850 ألف دولار أمريكي من مجمل التعويضات التي حصل عليها من كل هذه القضايا.
ولهذا السبب قررت موسوعة غينيس للأرقام القياسية إدراج اسمه في موسوعتها، لكن سرعان ما علم جوناثان بالخبر وقرر رفع دعوى ضدهم، بتهمة محاولة نشر معلوماته الخاصة دون إذنه، ومنعهم من إدراج اسمه في الموسوعة.
وبعد أن حصل جوناثان ريتشز على حريته سنة 2012، أمر القضاء بإبقائه تحت المراقبة لمدة خمس سنوات، وإخضاعه للعلاج في مصحة للصحة العقلية، وذلك من أجل التأكد من سلامته العقلية، بعد الكم الهائل من القضايا التي رفعها.
وبالرغم من ذلك، فقد استمر ريتشز في رفع قضايا أخرى، من بينها قضية ضد صحفي اتهمه بالتهكم عليه خلال إجراء حوار معه، إلى أن وصل عدد هذه القضايا في المجمل إلى 8 آلاف قضية.
وفي سنة 2018، تم توجيه الاتهام إلى ريتشز من قِبَل هيئة المحلفين الفيدرالية الكبرى في أريزونا، بتهمة تقديم بيانات كاذبة من أجل رفع قضايا ضد شخصيات معروفة، بهدف الاحتيال، وقد تم سجنه من جديد في المركز الطبي الفيدرالي في مدينة ليكسينغتون، التابعة لولاية كنتاكي في أمريكا، الذي يتواجد فيه حتى الآن.