السعودية اليوم – الشاعر السوري أحمد الصويري:
هل تعلمين؟!
نسيتُ أنفاسي بقربكِ
كان لون الآهِ في نحر القصيدةِ
شاهقاً مثل السّماءْ
ومثلَ زنبقةٍ على زرّ القميصِ
تفتّح النّبض الغريبُ
وراح ينمو..
مثل بذرةِ فتنةٍ
وُلِدتْ على شفَةِ الظّنونِ
وأوجعتْ..
كيدَ النساءْ
القلب يوشكُ أن يميلْ
تيمّمي بخطايَ
إذْ لا ماءَ في عين الحكايةِ ينضحُ
لا خُبزَ..
لا تنّورَ..
لا…
وجعُ النّهايةِ في محيطِ البدءِ..
حوتٌ يسبحُ
“لا الشّمسُ تجري…”
لا النجومُ..
ولا القمرْ
العمرُ يكسرهُ زجاجُ الوقتِ
والآجالُ سالَ لعابُها
وهواكِ مُذْ طلَعَ النّهارُ..
يصيحُ: (يا موتُ انتظرْ)
لكنّ قافية الوداع
تُجرّ صدر البيتِ من يدِهِ
وتمضي..
نحوَ ظِلٍّ..
مستحيلْ
يا أيّها الموتُ البديلْ!..
أفرِغْ جيوبَ اللّيلِ
كي تعلو مصاحفَها
رماحَ قصائدي
نبضي يفتّشُ في سنابلها عن الذّكرى
وحنطتُها هديلْ
مُذْ كانتِ الكلماتُ في بطنِ العيونِ أجنّةً
لملمتُ تربتَها
وأشعلتُ الحروبَ
مشيتُ عكسَ الرّيحِ..
أحملُ فوق ظهر الصّمتِ لوني
والصّدى يأتي إليَّ..
سمعتُ ما قالا..
ودرّبتُ الكلام على الرّثاءْ
لم يكتملْ وجعي..
فما بالُ الشوارعِ تطمئنُّ؟!
مشيتُ..
أرهقتُ الطريقَ..
وطفتُ سبعاً حول ما الطّينِ ادّعى..
صدّقتُ ما لا…
أيّها المنحوتُ من تفّاحةِ المعنى
ستنساك الخطيئةُ
ثمّ يأتي الصّوتُ..
فاهبطْ!
قُلْ سماواتي كذبنَ
وكُنَّ سبعا..
وارمِ السّلام على ضفاف الحلمِ
تُوقظْ حيّةً أُخرى..
إلى عينيكَ تسعى
لا تنتظرْ!..
فالصّبحُ أبعدُ ما يكونُ
وأنت أوّلُ ريشةٍ
باعتْ جناح الذلّ فتنتَها
فعرّاها المساءْ