السعودية اليوم – الشاعر والقاص السوري نجيب كيّالي:
أحبُّكِ أيتها الحياة
يقول شاعرٌ في العَقد السابع
أحبُّكِ بشغفٍ.. بجنون
وأقذف كمنجةً إلى قلبي
يعزفُ القلب، فتتجمَّعُ الطيور على صدري
تصنع جوقةً، وتُردِّدُ.. تُردِّد
أُحبُّكِ أيتها الحياة
أحبُّكِ.. أحبُّكِ
لو انحيتُ أمامَ الموت الذي يرفع سيفَهُ في وجهي
كنتُ- يا للعار- كمبارزٍ من عصر الفروسية لم يقاتل!
لو انحيتُ له سيمضي بي إلى ما وراءَ الأفق
عندئذٍ مَنْ سيغازل وردَ الدنيا بعينيه وقتَ الصباح؟!
مَنْ سيُربِّتُ على كتف الشلال؟!
مَنْ سيمشِّط بأصابعه شَعرَ العشب، وهو جالسٌ كأمير فوق الخميلة؟!
مَنْ سيقول بكل خلية من خلاياه للفاتناتِ العابرات فوقَ الأرصفة: أطال الله عمرَ جمالكن، وحفظ بلطفه شعورَكن، هذه التي تتطاير خصلاتُها إلى ما بعد السماء؟!
أُحبُّكِ أيتها الحياة
لو استسلمتُ للمرض
مَنْ سيقول للحديقة خلفَ بيتي: مساء الخير، فتردُّ عليه بلسان أخضر: مساء النور؟!
مَنْ سيجلس مكاني على الكَنَبَة التي أَلِفَتْ ظَهْري، وأَلِفَها، وصار بينهما بصمت حكايةُ حب؟
مَنْ سيُطلُّ على اللون الأزرق الجميل في شاشة لابتوبي، ويتنقَّل بين مواقع الفرح والثقافة؟!
مَنْ سيُتِمُّ قصيدتي الأخيرة التي بدأتُها ولم أُكْمِلها؟! للقصيدة رهافةُ صَبيَّة، ورقَّةُ طفل، وستشعر بأنني خنتُها.. خنتُها.. خنتُها!
أُحبُّكِ أيتها الحياة
سأضع يديْ على خصر نسمة، وأراقصها
وما عليكِ إلا أن تتفرَّجي، وتصفِّقي لنا.