يسعى كل منا، عادةً، للحفاظ على نظافته الشخصية، ويسعى دائماً لأن تفوح منه أجمل الروائح التي تحبب الآخرين به، ولا تنفرهم من الجلوس معه أو الاقتراب منه، وبالرغم من كونه ظاهرة صحية لا بد منها، فإننا جميعاً نكره تعرقنا، ونخشى أن ينفر الآخرون منا بسبب الروائح التي يصدرها العرق، وتعتبر غير مرغوبة من أحد. وفي فصل الصيف وحرارته المرتفعة، تسهم الحرارة والرطوبة المرتفعة في زيادة العرق الذي يغير رائحة الجسم للأسوأ، ويسبب الإحراج، ويجعلنا نحاول منعه.
ونلجأ جميعنا لشراء مزيلات العرق لمنع صدور رائحة كريهة منا، لكننا نفاجأ في الكثير من الأوقات باستمرار انبعاث رائحة غير مرغوبة، رغم استخدامنا أفخر أنواع هذه المزيلات ولا نعرف السبب، وهو بكل بساطة أن العرق ليس وحده المسؤول عن إصدار رائحة من الجسم، وهناك مصادر وعوامل أخرى مسؤولة عن هذه الرائحة، منها بعض الأطعمة التي نتناولها، والبكتيريا التي تعيش على بشرتنا، ولا تتفاجأ إذا علمت أن التوتر والإجهاد لهما دور بارز في انبعاث هذه الروائح.
إليكم القائمة التالية بأهم المصادر التي تؤدي لانبعاث روائح كريهة من أجسامنا:
· العرق: تعتبر الغدد العرقية المنتشرة في الجسم المسؤول الأكبر عن صدور هذه الرائحة، خاصة في المناطق الغنية ببصيلات الشعر، مثل الإبط، بسبب احتواء هذه المناطق على المزيد من الدهون والبروتينات والسكريات، ما يجعلها تفرز عرقاً أكثر مما يظهر على بقية الجسم.
· البكتيريا: تنتعش البكتيريا في المناطق الرطبة والمظلمة، خاصة في الملابس الرياضية والتحتية الضيقة، وتكسر بروتينات الكيراتين مسببة رائحة جسم منفرة، خصوصاً تحت الإبط الذي يعد بيئة مثالية للبكتيريا المنتجة للرائحة الكريهة.
· الطعام: للطعام تأثير على ميكروبيوم الجلد وتطور الرائحة، كما أن جميع أمراض الجلد تقريباً لها صلة بالأمعاء، وقد وجد أن الاستهلاك اليومي للخضروات يؤدي إلى تحسين رائحة الجسم بشكل عام كونه يخفف حموضته، ويزيد البكتيريا ذات الرائحة الجيدة في منطقة الإبط، كما أن شرب الكثير من الماء وتناول الأطعمة المرطبة، مثل: الخيار والبطيخ، بالإضافة إلى الحمضيات، يمكن أن يساعد في القضاء على روائح الجسم الكريهة.
· أطعمة كالبصل والثوم والهليون والبروكلي والملفوف واللفت وما شابه: لهذه الأطعمة تأثير معاكس، فهذه الأغذية تحتوي على مركبات لا يستطيع الجسم تكسيرها، فيتم إطلاقها نحو السطح عن طريق العرق، مسببةً رائحة كريهة.
إضافة إلى أن تناول اللحوم والوجبات السريعة، بشكل متكرر، يؤدي إلى زيادة البكتيريا المرتبطة بالرائحة في منطقة الإبط.
· التوتر والإجهاد: يؤدي الإجهاد لتطور رائحة الجسم، فهو يطلق الأدرينالين الذي له تأثير مباشر على إفراز الغدد العرقية، ما يجعل العرق المفرز يكسّر ميكروبيوم الجلد، ويؤدي إلى انفجار الرائحة.
· المرض: ترتبط بعض الأمراض، ومنها مرض الكبد، والسكري، والنقرس، وفرط نشاط الغدة الدرقية، وبعض الأمراض المُعدية بالتغيرات في رائحة الجسم.