الشاعر العراقي- عارف الساعدي:
خذيني كما كنتُ
منكسراً أو قويا
خذيني كما انا
ياغيمة الوجد
لا كافراً مثلما يدّعون
ولستُ كما تدّعين نبيا
أنا غاسل الكلمات الخجولة من طينها
وبائعُ شعرِ القصائد للعاشقين
فمن قال أني كبرتُ؟
وأن النساء اللواتي عشقتُ
اتخذن مكاناً قصيا
كبرتُ نعم….
ولكنني
لم أزل بعدُ ذاك الفتى المشرقيا
يحبُ النساء كثيراً
ويعشق ما بين أنثى وأنثى
ويقسو على امرأةٍ حانية
كبرتُ
ولو دارت الروحُ ثانيةً
سيكرر أخطاءه مرةً ثانية
وسيعشق نفس النساء
ويسلك نفس الطريق
ويصعد نفس الأماكن
ما بين خوفٍ وبين ارتباك
وبين قطوفٍ على شفتيه
معتقةٍ دانية
إذاً أنت تكبر يا صاحبي…..
كيف أكبر؟
تتذكر أيامك الغابرات
وتظن بأنك ما زلتَ حيا
وأنك ما زلتَ تدني النساء لنارك
وتغري الصبايا على عطش
في انتظارك
نعم هو هذا أنا
أتجول بين النساء
كمن يملك الآن بستان خوخٍ
وحقلاً كبيراً من القمح والعنبر البلدي
وأقطف ما شئتُ من شجر العاشقات
قطفتُ كثيرا
ووشوشتُ للعمر أن ينتظرْ
وامنت أن السنين ستبقى
وأن الفتى سوف يبقى فتى
دون أن ينكسرْ
دون أن يشحب الوجه
أو يذبل القلب
أو يستقر الدخان على رئتيه
وترعد غيماته دون أن تنهمرْ
اذاً أنت تكبر يا صاحبي
لا تقل صاحبي
فلو كنتَ لي صاحباً
لوقفتَ معي كي نشد السنين
ونربط حبل الليالي بأقرب قلبٍ
وكلٌ سيزرع في حانة الخمر
أحلامه ونديمه
ونبقى نغني
ونرقص
نرقص
نرقص
لا خائفين من العمر
أو هاربين من السنوات
وإن سألونا كم الآن أعماركم
نتحجج بالرقص
أو نختفي في الأغاني القديمة
ولكنك الآن تهرب مني
وترمي الزمان على كتفيَّ
وتجرحني
كلما دارت امرأة وجهها
فأصرخ فيها
خذيني كما كنتُ
منكسراً أو قويا
خذيني كما أنا
ياغيمة الوجد
لا كافراً مثلما يدَّعون
ولستُ كما تدَّعين نبيا
ويا صاحبي لا تكن حجراً
َوترمي بنفسك باباً لذاكرتي
ولدتُ لأنسى
وعشتُ لأنسى
فيا يا ما نسيتُ فمي في حقائبهن
وقلبي بأدراجهن
وعمري تسرب بين الرسائل والأغنيات
خذيني
خذي القلب
من اول القلب
حتى مصب الحياة