الشاعر الفلسطيني- مصطفى مطر:
قُبلةٌ تحرسُ الشِّفاهَ الشّماسي
قبلَ بَدءِ انشغالِنا.. بالأماسي..
قبلَ قُربٍ مكثَّفٍ.. وليالٍ
أشعلَتني بصدقِ هذا التّماسِ
قبلَ أن تحضنَ السّماءُ هلالًا
غجريًّا مُورّدًا بالحواسِ..
قبلَ أن تعرفَ العصافيرُ معنى
بَوسةِ الضَّوءِ في زمانٍ يُواسي
قُبلةٌ
ربَّبتْكِ
حتّى استقرَّت
في دمٍ يستظلُّ بالأجراسِ..
جعلَتني بفضلِ (تِلكُم) صحيحَ
القلبِ أسمو بِرقّةِ الإحساسِ
قُبلةٌ
قُبلتانِ
سَلَّةُ وردٍ
ولقاءٌ فوقَ المجازِ النُّحاسي
تمتمَ القلبُ
إنها قمرُ الرابعِ عشرٍ
يُطِلُّ بعدَ يباسِ..
تُوقِفُ الأرضَ بالعناقِ طويلًا
هكذا لي يرِقُّ صعبُ المِراسِ
أيُّها الفلسفيُّ هذا هوانا
أبيضُ القصدِ في زمانِ المآسي
أيُّها المعرفيُّ
لم تلقَ دنيا قبلَ ليلى
تفكُّ كلّ التباسِ
أيُّها المترفونَ بالحزنِ
إنِّي جَذرُهُ، عندَ سعيِكُم لاقتباسي
أيّها المنصِفُونَ عِشقًا
تحرَّاهُ الفتى لا يُحاطُ بالوسواسِ..
جئتُكُم أذرَعُ المسافاتِ
وردًا عبقريَّ الرّحيقِ
مَن لا مِساسِ
فغرامي، فوقَ المِساسِ
ودُوني كلُّ عشقٍ من سالفِ الأجناسِ..
وبكائي، شتاءُ حاراتِ يافا
ولقائي مزيَّنٌ بالقِياسِ..
وعناقي، قيامةٌ تشتهيها
شامةُ الدُّرِّ مَن حُليٍّ وماسِ
فأهِيلي على شفاهِيَ بُنَّ
السُّكرِ حتّى أطَلَّ مِن قرطاسي
وأرى صفحةَ الخُلودِ هنيئًا
للّتي حرّكَت عفاريتَ راسي
ذكرياتٌ، وحاضرٌ، ومحالٌ
فوقَ ما يكتبانِ في الكُرّاسِ
هكذا الحبُّ، هكذا قُبلةُ الشّامِ
انبعاثٌ لعاشقٍ مُتناسِي
قُبلةٌ أعلَنتْكَ فاقبِضْ لتبقَى
فارسَ العشقِ والحريصَ القياسي
واقترب دائماً، لتحيا جنوناً
تحت ظلِّ الغيومِ، دفءَ الشّماسي