الشاعر العراقي- هزير محمود:
مَاذَا تَبَقَّىٰ مِنْ كُؤوسِ الأَمْسِ
حَتَّىٰ التِيْ بِيَدَيَّ لَيستْ كَأسيْ !
ذَهَبَ العِرَاقُ بِكُلِّ لَذَّةِ خَمْرِهِ
وَ يَدُ السُّقَاةِ تَمَرَّغَتْ باليَأسِ
وَ يَئسْتُ مِنْ عَصْرٍ وَ مِنْ رَشْفٍ
وَ مِنْ أَنْ يَلْتَقِيْ فِعْلُ الكُؤوسِ
بِحِــسِّيْ
مَا كُنْتُ أَدْري إِنَّ لِلشَّامِ
ٱرْتِقَابَاً مُسْكِرَاً
أَوْ رَغْبَةً بِالهَمْسِ !
وَ بِأَنَّ رَأسِي لَمْ يَكُنْ حَكْرَاً
عَلَىٰ بَعْضِ الصُّنُوفِ
وَ عِشْقِهَا المُنْدَسِّ !
حَتَّىٰ وَجَدْتُ الشَّامَ صِنْفَاً وَاثِقَاً
يُلْغِيْ التيْ ،
وَهْمَاً سَرَتْ في رَأسيْ !
فَشَرِبْتُ مِنْهَا مَا كَفَاني لِلْمَمَاتِ ،
وَ غَيْرُهَا لَوْ أَصْبَحَتْ لا تُمْـسِيْ !
الشَّامُ تَعْلَمُ أَنَّنِي خَيْرُ الرُّمَاةِ
فَلَمْ تَبِعْ هَدَفَاً بِسَهْمٍ بَخْسِ !
هَذي سِهَامُ الشِّعْرِ !
لا شَيْخٌ بِهَا
إِلّا وَ عَاشَ طُفُولَةً فِي قَوسِيْ !
وَ لِذَاكَ وَفَّرَتِ البَيَاضَ لِسُمْرَتِيْ
وَ بَكَتْ عَلَيهِ فَوَارسٌ مِنْ عَبْسِ !
فَوَجَدْتُني ثَــأرَاً ، مُحَاطَــاً بالجَمَالِ
وَ بِالسُّيُوفِ وَ مَا لَهَا في البَأسِ !
وَ الشَّامُ لَحْظٌ ، حَــزَّ قَلْبي عِنْدَمَا
حَمْقَىٰ السُّيُوفِ تَوَاعَدَتْ في تِرْسي !
الشَّامُ مَدْرَسَةُ الغَرَامِ
وِ لَسْتُ أَذْكُرُ مَرَّةً ،
فِيهَا ٱنْتَبَهْتُ لِدَرْسيْ !
كُلَّ ٱمْتِحَانٍ ، كُنْتُ أَفْشَلُ
في سُكُونٍ في الْلَظىٰ
وَ مُرُوءَةٍ في الْلَمْسِ !
وَ لِذَاكَ !
لمْ أَفْهَمْ مِن الحُبِّ المُبَرْمَجِ
غَيْرَ أَنَّاتٍ ، نُسِبْنَ لِقَيسِ !
مَا كَانَ ذَكَ الحُبُّ مَوْضِعَ أُسْوَةٍ
لِـفَمي ،
وَ لَسْتُ بِمَوْضِعِ المُتَأَسِّيْ
فَفَمِي أَسَىٰ السَّاعَاتِ نَحْوَ حَبِـيـبتي ،
بِعَقَاربٍ ظَلَّتْ تَدُورُ بِعَكْسِ !
مَا زِلْتُ بُلْبُلَهَــا ،
وَ لَكنْ ! كُلُّ مَا دُوْنَ الغِنَاءِ
هُوَ العَنَاءُ المَنْسِيْ
الوَقْتُ مِنْ زَغَبٍ عَلَيْهِ ،
وَ كُلُّ أَنْفَاسِ المَكَانِ
إِطَالةٌ فِي حَبْسي !
حَبْسي الَّذي ، قُضْبَانُهُ
مِنْ أَلْفِ عَامٍ مَا ٱفْتَرَقْنَ
كَمُهْجَتِيْ وَ القُدْسِ
لَكِنَّ أَحْلامَ الْلِقَاء
تَكَثَّفَتْ في ظَنِّهَا
وَ تَبَدَّدَتْ في حَدْسي
فَالبُعْدُ ، صَعْبٌ أَنْ يُحَاورَ
– لَمْ تُيَسِّرْهُ ا لْلُغَاتُ –
وَ مَا لَهُ مِنْ جِنْسِ !
يَكْفيْ بِاَنِّي عِشْتُ في البَالِ الذي
مَا نَالَ غَيْري مِنْهُ خَمْسَ الخُمْسِ !
الشَّامُ ، مُقْلَتُهَا خَلِيجُ فَصَاحَةٍ
جَمَعَتْ بِفَهْمِ العُرْبِ فَهْمَ الفُرْسِ
الْلَيْلُ يَمْنَحُ جَفْنَهَا شَوكَ الأَسَىٰ
فَتَعُودُ مِنْهُ بِشَتْلَةٍ مِن أُنْسِ
مَحْصُوْلُنَا كَانَ العِنَاقَ
بِمَا لِقَلْبي في الحَصَادِ
وَ مَا لَهَا في الغَرْسِ !
الشَّامُ تُشْرِق ، وَ الذيْ في الأَرْضِ
إِمَّا رَاغبٌ أَو زَاهِدٌ بِالطَّقْسِ
تَدْعُو الجَمِيعَ الىٰ القِيَامِ
فَيُسْرِعُونَ وَ لا أَقُومُ !
لِغَايَةٍ فِي نَفْسي !
إِذْ إِنَّ مَنْ قَامُوا ،
هُمُ المُتَوَسِّلُون بِشَمْعَةٍ
وَ أَنَا حَبيبُ الشَّمْسِ !