الشاعر السوري- ماهر محمد:
قسّم لنا أبي الميراث باكراً..
لكل منا حصّته بالتساوي
لأربع فقراتٍ من عموده الفقري
وبالطبع، أمي حصّتنا الأكبر..
الفقرة الرابعة
الصغرى والمدلّلة
أخذت دفء قلبه المُنهك وحنانه
بعد أن أقفل عليه بخثرةٍ
خوفاً من تسرّب حزنٍ عابرٍ إلينا..
الآلام التي كانت تباغته
كأوجاع مفاصل
كان يُدحرجها بالركل كي لا نراها عليه
حتى تصل لجبينه المُجعّد
فيُرتّبها بشكلٍ مثاليٍّ
وبخطوطٍ مُتوازية
كي لا تحيد الفقرة الثالثة
عن الفرح قيد حُبٍّ..
الفقرة الثانية والأصغر مني مباشرةً
نالت خطواته الواسعة إلى الحياة
بالرغم من ضيقها عليه..
إلى الآن.. يخرج في الصباح
ليسابق بعرقه رياح الرغيف
وليعود بأكياسٍ من السعادة
بالرغم من توّرم قدميه
من سيره وحيداً بالهموم بعيداً عنا..
أما أنا.. الفقرة الأولى
فكان من نصيبي،
يديه السخيّتين..
سأُقّبلهُما بلا شكّ
كي أُطرب بتلك النبضات
في تلك العروق المنتفخة.