الشاعر السوري- خليل حمادة:
جـئـنا إلـيها نَـرتجي مـن عَـطفها
ولـقـد طـَرحتُ بـوصلها الادواءا
كَـالـبدرِ حين تـمـامهِ لاحــت لـنـا
نــــورً تَــبـدّى وانـتـهـت ظـلـمــاءَ
فـتـبَـسّمت أهــــلا بـكـم حـيّـاكمُ
والــوجـهُ يَـقّـطُـرُ عِـفّـةً وحـيـاءَا
مــن ثـغـرهـا الـبـسّامِ شَـعّ كـلؤلؤٍ
فــي كــلّ انـحــاء الـهـيام ضـياءَ
شعَّ الزمردُ وانتشى الياقوت مـن
قِـــرطٍ بـشَـحمةِ أُذّنِـهــا وأضــاءَا
عـيـناءُ نـجــلاءٌ وطَــرفٌ نـاعــسٌ
كــالـرّيـم تَـحـمــلُ عِـــزةًّ وبــهــاءَ
يَـتــورّد الـجـوريُّ مـا إن لامـسـت
كــفُّ الأصـيـلِ خـدودها الـنّمشـاءَ
نـهــرُ الـرّبيع يـذوبُ ثـلجـاً عُـنقَهـا
مـــن كــلِّ نـاحـية يـزيـد صـفــاءا
مــن صدرهـا المُخّتَـالِ والمُستنفـرِ
فـاحــت بـطيـبٍ يُـنعـشُ الأجــواءَ
فـي فَحمـَـةِ اللّيـل تَــدلى شَعـرُهـا
حتّــى ادّلَهــم وأغبشـــت فَرعــاءَ
الـطـرفُ مـاارتـدّ الـينــا مُــــذ أتـت
والـعـيــن تـشـكـو حـالـها وجـعــاءَ
حـينَ اقـتربنــا نَستَقــي من عَذبها
سرّنَــا صباحـا لـم نَصــل ومَـسـاءا
همَّـت بنـا مـــن وقـت أدبَــر جمُعنا
همّـا بنـا والقلــبُ يَـرجــــو شفـاءا
هـَــذي الـحـيــاةُ تَــزيّـنت لـتُـظلَنــا
وتُـعـيـدنــَا يــــا مـعـشـــر احــيـاءا