الشاعر السوري- خليفة العبد:
نَـاشَـدْتُـكَ اللهَ أَلَّا تَشتَكِي أَبَـدا
فَجَمرُ شَوقِي إِلى عينيكَ مَا بَـرَدَا
مَـازِلـتُ أَذكُـرُ وَجـهَـاً كُلَّمَـا ظَمِئَـتْ
مِـن وَجنَتَيـهِ حُـرُوفي تطلبُ المَدَدَا
مَـازالَ قلبِي الذي فاض الحنينُ بِـهِ
فِـي نَبضِـهِ تَـرقُصُ الأنسامُ يا بَـرَدَى
دَربِـي طويــلٌ و لكنِّـي مَضَيـتُ فَـلَا رُوحِـي تَخَلَّـت و لا هِي أدرَكَتْ جَسَدا
ما اختَـرتُ هجـركَ لكنِّـي بُـلِـيـتُ بِـهِ
بَعضُ البَـلاء ريــاحٌ تَكسِـرُ العَمَـدَا
وَ مَـا أعُـدُّ لَـكَ الأحـزانَ .. صار لَهَـا
في القلبِ رُكـنٌ فَسِيــحٌ مَا دَرَى عَدَدَا
أمشِـي و حَـولِـي طَوَاوِيسٌ و أُنكِـرُهَـا
فَبعـدَ وجهِـكَ عَينِـي لا تَـرَى أَحَـدَا
مَـلأَى العُيُـونُ و قَلبِـي كُلُّـهُ ظَمَـأٌ
لكِنَّـهُ – غَيْـرَ مِـن عينيكَ – مَـا وَرَدَا
نَـعَـم أحبُّـكَ لكِـنِّـي مُمَـزَّقَـةٌ
فكيفَ يصمُـدُ مَـن لا يملِكُ الجَلَدَا
بَينِي و بينَكَ أمـواجٌ إِذا ارتَطَمَـتْ
بِقَـارِبِـي غَـاصَ نَحْـوَ القَـاعِ و ابتَعَـدَا
و كُنـتُ مَـوعُودَةً بِـالحُبِّ مِـن جَبَـلٍ
فَـأَيْـنَـهُ جَـبَـلِي و أينَ مَـا وَعَـدَا ؟!
مَضَـى وحيداً و ما زالت حمامَتُـهُ
في رِيشِـهَـا مِـن بَقايَـا راحَتَيْـهِ نَدَى
مضَى شَـريدَاً و لَـن يرتَاحَ في وَطَنٍ
مَا أَضيَقَ الكونَ سِجْنَـاً لِلَّـذي شَرَدَا !
مَضَـى كَـنَـايٍ حَـزينٍ كُنـتُ أسمَعُـهُ
وَ دَقَّ مَوَّالَـهُ في أضلُعِـي وَتَـدَا