يعد فيتامين د من أهم الفيتامينات التي يحتاجها الجسم لدورة الكبير في تعزيز كثافة العظام وتقويتها، يمكن الحصول عليه بعدة طرق سواء عن طريق الأطعمة، والمكملات.
ولكن المصدر الرئيسي للحصول عليه يكون من أشعة الشمس، حيث يبدأ الجسم بإنتاجه بعملية معقدة تبدأ عندما يمتص الجلد الأشعة في الجزء غير المرئي من الأشعة فوق البنفسجية (UVB) من الطيف الضوئي.
ويشارك الكبد ثم الكلى في الخطوات التي تؤدي في النهاية إلى شكل متوفر بيولوجياً من الفيتامين الذي يمكن للجسم استخدامه.
لكن يمكن لبعض العوامل أن تؤثر على قدرة الجسم على امتصاص فيتامين د، وهي:
1-القرب أو البعد المكاني عن الشمس
عند خطوط العرض العليا، تنخفض كمية فيتامين د التي تنتج ضوء الأشعة فوق البنفسجية التي تصل إلى سطح الأرض في الشتاء بسبب زاوية الشمس المنخفضة.
في البلدان التي تقع في خطوط عرض بعيدة عن خط الإستواء ولا تتعامد الشمس عليها، يتم إنتاج القليل من الفيتامين، إن وجد في أنسجة جلد الناس، كما تقلل الأيام ذات النهارات القصيرة والملابس التي تغطي الساقين والذراعين من التعرض للأشعة فوق البنفسجية.
2- تلوث الهواء
في مختلف الأماكن على سطح الأرض تنتشر جزيئات الكربون في الهواء الناتجة عن احتراق الوقود والخشب والمواد الأخرى وتمتص الأشعة فوق البنفسجية، يمتص الأوزون الأشعة فوق البنفسجية، لذلك قد تتكون الثقوب في طبقة الأوزون، وتؤثر على مستويات فيتامين د، وتعمل على إعاقة مرورها وامتصاصها.
3-استخدام واقي الشمس
يمنع واقي الشمس من التعرض لحروق الشمس عن طريق حجب ضوء الأشعة فوق البنفسجية، لذلك نظرياً استخدام واقي الشمس يخفض مستويات فيتامين د.
ولكن من الناحية العملية فإن عدداً قليلاً جداً من الأشخاص يضعون ما يكفي من واقي الشمس لحجب جميع ضوء الأشعة فوق البنفسجية أو يستخدمون واقيًا من الشمس بشكل غير منتظم، لذلك قد لا تكون تأثيرات الواقي من الشمس على مستويات فيتامين د بهذه الأهمية.
4-لون البشرة
الميلانين هي مادة في الجلد تجعله داكناً، إنه ينافس الأشعة فوق البنفسجية مع المادة الموجودة في الجلد التي تحفز إنتاج الجسم لفيتامين د، نتيجة لذلك يميل الأشخاص ذو البشرة الداكنة إلى احتياج المزيد من التعرض للأشعة فوق البنفسجية مقارنة بالأشخاص ذوي البشرة الفاتحة لإنتاج نفس الكمية من فيتامين د.
5- درجة حرارة البشرة
الجلد الدافئ منتج أكثر فعالية لفيتامين د من الجلد البارد، لذلك في يوم صيفي مشمس حار يتم الحصول على فيتامين د أكثر من يوم بارد.
6-الوزن
تقلل الأنسجة الدهنية من القدرة على امتصاص وتكوين فيتامين د، وأظهرت الدراسات أيضاً أن السمنة مرتبطة بانخفاض مستويات فيتامين د وأن زيادة الوزن قد تؤثر على التوافر الحيوي لفيتامين د.
7-العمر
بالمقارنة مع الأشخاص الأصغر سناً يكون لدى كبار السن مستويات أقل من المادة في الجلد التي يحولها ضوء UVB إلى فيتامين د، وهناك دليل تجريبي على أن كبار السن هم أقل كفاءة في إنتاج فيتامين د من الأشخاص الأصغر سنًا.
8-صحة الأمعاء
يتم امتصاص فيتامين د الذي يتم تناوله في الطعام أو كمكمل غذائي في جزء من الأمعاء الدقيقة مباشرة من المعدة، وعصارة المعدة، وإفرازات البنكرياس، والصفراء من الكبد، وسلامة جدار الأمعاء، جميعها لها بعض التأثير على كمية الفيتامين التي يتم امتصاصها.
لذلك فإن الحالات التي تؤثر على القناة الهضمية، مثل مرض الاضطرابات الهضمية والتهاب البنكرياس المزمن ومرض كرون والتليف الكيسي، يمكن أن تقلل من امتصاص فيتامين د.
9- صحة الكبد والكلى
يمكن لبعض أنواع أمراض الكبد أن تقلل من امتصاص فيتامين د، لأن الكبد المريض لا ينتج كميات طبيعية من الصفراء، مع الأنواع الأخرى لا يمكن أن تحدث الخطوات الأساسية لعملية التمثيل الغذائي لفيتامين د أو تحدث بشكل غير كامل.
تميل مستويات فيتامين د النشط بيولوجياً إلى تتبع صحة الكلى، لذلك في شخص مصاب بأمراض الكلى، تنخفض مستويات فيتامين د النشط بيولوجياً مع تفاقم المرض، وفي مرض الكلي في المرحلة النهائية يكون المستوى غير قابل للكشف.