يعتقد البعض أن دور القهوة يقتصر على زيادة القدرة على التركيز واليقظة وتحسين الأداء العقلي، لكن ما يجهله الكثيرون هو أن دورها يمكن أن يشمل الأداء البدني أيضاً.
وبهذا الصدد، سُئل ثلاثة خبراء في علوم الرياضة وأمراض القلب: “هل تساعد القهوة في تعزيز أداء التمرين؟”، للحصول على الإجابة الوافية.
أولاً: ما هي البيانات الخاصة بالكافيين والأداء الرياضي؟
يقول الدكتور نيل كلارك، الخبير في علوم الرياضة من جامعة كوفنتري في المملكة المتحدة، إن “الكافيين هو أحد أكثر المواد التي جرى البحث عنها لمساعدة الرياضيين على الأداء بشكل أفضل والتدريب لفترة أطول وأكثر صعوبة.
ونتيجة لذلك، غالباً ما يعتبره الرياضيون المحترفون والهواة على أنه يساعد “مولدات الطاقة” المعززة للأداء لمجموعة واسعة من الأنشطة”.
وأظهرت العديد من الأوراق البحثية أن الكافيين يحسن الأداء في الجري وركوب الدراجات وكرة القدم وكرة السلة والتنس والغولف ورفع الأثقال.
ويقول الدكتور كلارك: “عُثر على تحسينات محدودة للأحداث التي تستغرق أقل من ثلاث دقائق، ولكن بالنسبة للسباقات التي تستغرق حوالي عشر ثوان، يمكن للكافيين تحسين ذروة إنتاج الطاقة والسرعة والقوة”.
ثانياً: هل شرب القهوة له تأثير حبوب الكافيين نفسه؟
تركز معظم الدراسات على تأثير حبوب الكافيين بدلاً من شرب القهوة، ويعد قياس تأثير القهوة على الأداء الرياضي أكثر تعقيداً حيث يختلف محتوى الكافيين من فنجان إلى آخر ومع ذلك، كانت هناك بعض الدراسات التي تبحث على وجه التحديد في تأثير القهوة.
ويقول الدكتور كلارك: “أظهر عدد متزايد من الدراسات أيضاً أنه يمكن استخدام القهوة كبديل للكافيين لتحسين ركوب الدراجات وأداء الجري التنافسي، وتحقيق نتائج مماثلة للكافيين النقي، وفي الواقع، قد تكون القهوة أكثر فعالية في تحسين المقاومة من الكافيين وحده”.
ثالثاً: هل هناك أي محاذير؟
كما هو الحال مع أي بحث غذائي، هناك بعض المحاذير والمضاعفات التي يجب وضعها في الاعتبار.
ويقول الدكتور نيل شوارتز، الخبير في علوم الرياضة من جامعة ساوث ألاباما في الولايات المتحدة، “يختلف الأفراد في استجابتهم لتناول الكافيين/القهوة.
إذا تم تحملها جيداً، يمكن للقهوة أن تساعد في الأداء العقلي والجسدي”. ويكمن الاختلاف بين كيفية استجابة الأفراد للكافيين في كل من جيناتهم وفي تناولهم المعتاد للكافيين.
وقد تكون هناك أيضاً بعض الجوانب السلبية لشرب القهوة، ويرتبط الكافيين بالقلق وقلة النوم ما قد يكون له تأثير ضار على الأداء الرياضي.
ويقول الدكتور كلارك “قد ينتهي بك الأمر بالشعور بالغثيان والتوتر في وقت تشعر فيه بالقلق بالفعل، إذا كنت تنافس”.
وتقول الخلاصة: ثبت أن الكافيين بأشكال متعددة يحسن الأداء الرياضي، لكن التأثيرات تختلف بين الأفراد.