متابعة – مريم أبو شاهين
قبل حوالي 8 سنوات تقريباً، كان سكان إحدى ضواحي مدينة أوكلاند في نيوزيلندا، ينعمون بحياة شبه مثالية.
الشوارع كانت مرتبة وهادئة، والمباني تمتاز بدرجة عالية من الفخامة، الأشجار مقلمة، والحدائق النظيفة ينبعث منها روائح تفوح عطراً على السكان.
ولكن، مطلع أغسطس من عام 2014، حدث ما لم يكن في الحسبان، بعد انتقال أسرة إلى الحي كانت تتبنى أربعة أرانب أليفة.
في بادئ الأمر لم تكن هناك مشكلة تذكر، فتبني تلك الأسرة لزوجين من الأرانب الأليفة داخل منزلها لم يكن يؤرق إلا عدد قليل من السكان الذين كانوا يعرفوا الطبيعة البيولوجية لتكاثرها، لذلك كانوا يحذروا من تواجدها في الحي ولكن دون أن تلقى تحذيراتهم أي اهتمام.
بعد فترة قصيرة من انتقال تلك الأسرة إلى الحي، بدأت الأرانب تعبر السياج الحديدية لحديقة المنزل الذي كانت تربى بداخله، من أجل اكتشاف حي «جبل عدن» الذي نقلوا إليه للتو مع الأسرة التي تتبناهم. ولكنهم دائمًا ما كانوا يعودون في النهاية.
مع تلك الطبيعة الخلابة للحي، والظروف البيئية الرائعة، لم يجد الأرانب أفضل من تلك الأجواء للاستمتاع بحياتهم، والتمتع بالجو الجميل وأشعة الشمس، والوثب على العشب الأخضر. وكذلك التزاوج.
وعلى ضوء ما سبق، تضاعف أعدادها على مدار السنوات السابقة لعشرات المرات لدرجة جعلت الأسرة المالكة لهم تستأجر منزل أخر بجانب منزلهم، بعدما وصل عددهم لنحو قرابة الـ 400 أرنب.
ولم يكن سكان الحي بمعزل عن ما يحدث هنا، والذين بدأوا يشعرون بالضيق من تنامي أعداد الأرانب، وخصوصاً بسبب الروائح الكريهة التي صبغ بها الحي.
وعلى أثر ما سبق، طالب السكان من الأسرة مربية الأرانب بضرورة التخلص منها، وخصوصاً بعدما انخفضت أسعار الوحدات السكنية في الحي بنسبة 70 % كنتيجة لغزو الأرانب الحي.
عدم استجابة الزوجين لمطالب الأهالي، دفع عدد من الأهالي لرفع عدة دعاوى إلى المحاكم المختصة.
وأخيراً، أسدل الستار على قصة «غزو الأرانب لأوكلاند»، بعدما أصدرت محكمة البيئة مؤخراً، قراراً يلزم الأسرة تلك بضرورة التخلص من كافة الأرانب بـ «أي وسيلة ممكنة»، مع إمكانية الاحتفاظ بـ 16 منهم فقط.