رفضت محكمة فيدرالية أمريكية، اليوم السبت، طلب البيت الأبيض بعدم السماح بنشر كتاب لمستشار الأمن القومي السابق جون بولتون.
هذا وكان قد أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال الفترة الماضية عن عزمه لرفع قضية ضد مستشاره السابق لمنعه من نشر الكتاب، حيث التسريبات الكثيرة من الكتاب كانت أشبه بالفضائح بحق ترامب وإدارته، وخاصة أن الأخير يستعد للمشاركة في الانتخابات الأميركية خلال الشهور القادمة، وهو ما يؤثر بشكل كبير على حملته الانتخابية.
وقد كان من المقرر فى البداية نشر الكتاب فى وقت سابق من هذا العام، لكنه تأخر عندما قال البيت الأبيض إنها تحتوى على معلومات سرية، ومع بدء انتشار مقتطفات من الكتاب، رد ترامب عبر التويتر على بولتون وقال:”كتاب بولتون الذي يحصل على مراجعات نقدية رهيبة، يشكّل مجموعة من الأكاذيب والقصص الملفقة هدفها إظهاري بمظهر سيء. وكثيرٌ من التصريحات السخيفة التي ينسبها لي لم تحصل يوماً، وليست سوى خيال محض. ويسعى إلى مجرد الانتقام مني بعدما طردته لأنه صاحب عقل مريض!”. وفي حين يدافع الرئيس عن نفسه عبر كيل الإهانات والنكران، يتجهز بولتون لجولة إعلامية، يناقش خلالها ما سمعه ورآه من الرئيس.
ومن بين الأمور التي تحدث عنها بولتون في مذكراته، هوس ترامب المرعب بإعادة إنتخابه، حيث أنه طلب من الرئيس الأوكراني أن يفتح تحقيقاً بشأن نائب الرئيس السابق جو بايدن ” المرشح المنافس لترامب” وابنه هنتر بايدن، عقب خوضه في تفاصيل تقديم مساعدات عسكرية أميركية ضخمة للبلاد. في المقابل، يكتب بولتون أن كثيراً من حوارات الرئيس مع زعماء أجانب آخرين تمحورت بشكل أساسي حول موضوع إعادة انتخابه.
وكذلك يزعم بولتون أن ترمب “ناشد” الرئيس الصيني شي جين بينغ أن يساعده في الفوز بالانتخابات مرة ثانية في 2020، عبر شرائه (شي) مزيداً من المنتجات الزراعية الأميركية.
أما فيما يتعلق بعلاقة الرئيس مع الصحافة، انتقد الرئيس بشدة “الأخبار الكاذبة” طوال سنوات، متقمصاً دور الضحية أمام قاعدة شعبية من المحافظين تأثرت بالبرامج الحوارية الإذاعية ومحطة “فوكس نيوز” الإخبارية، التي وجهتها نحو كراهية وسائل الإعلام الرئيسية.
من ناحية أخرى، يزعم بولتون أن شكاوى الرئيس بلغت مستوى جديداً الصيف الماضي. ووفقاً لرواية في كتاب بولتون الذي يحمل اسم “حوادث دارت في الغرفة” The Room Where It Happened، ذكر الرئيس ترامب أنه “يجب إعدام هؤلاء الأشخاص. هم حثالة”. كما أراد أن يسجن صحافيين في محاولة منه لإجبارهم على كشف مصادرهم.
وفي ما يتعلق بزيارته لكوريا الشمالية، ذكر بولتون في كتابه أن ترامب لم يهتم كثيراً لموضوع الترسانة النووية في كوريا الشمالية حين التقى كيم، بل تمثل ما شغله أكثر في أن يصبح صديق الديكتاتور. إذ اعتبر اللقاء التاريخي “تمريناً دعائياً”.
ويدعي بولتون أن “ترامب قال لي إنه مستعدٌ للتوقيع على بيان صحافي من دون محتوى فعلي، وعقد مؤتمره الصحافي لإعلان انتصاره، ثم مغادرة المدينة”.
أما القضية المضحكة،فكانت أثناء زيارة ترامب لبريطانيا، حيث وأثناء اجتماعه مع رئيسة الوزراء آنذاك تيريزا ماي وبعض كبار المسؤولين البريطانيين، بدا الرئيس الأميركي مصعوقاً بأن البريطانيين قوة نووية. وفقاً للكتاب، أشار مسؤول بريطاني مرة أمام ترامب إلى البلاد على أنها قوة نووية، فأجابه ترمب “آه، هل أنتم قوة نووية؟”. ويلفت بولتون إلى أنه كان قد عمل مع الرئيس آنذاك فترة طويلة تسمح له أن يستنتج أن الرئيس لم يكن يمزح.