صرّح مصدر مسؤول في هيئة النزاهة ومكافحة الفساد، أنّ توقيف أحد المقاولين، على ذمّة التحقيق لمدّة 15 يوماً، يأتي على خلفيّة مخالفات كبرى وصريحة في عطاء الجزء الثاني من مشروع السلط الدائري رقم 47 لعام 2013.
وأوضح المصدر أنّ العطاء أحيل بتاريخ 17 أيلول 2013 على ائتلاف شركة أحمد يوسف الطراونة وشركة العون للمقاولات، بقيمة 25,604 مليون دينار، لافتاً إلى أنّ قيمة الأوامر التغيريّة للمشروع بلغت 16,836 مليون دينار، رغم أنّ كلفة التنفيذ الفعلي من العطاء الأصلي بلغت 14,892مليون دينار فقط.
ولفت المصدر إلى أنّه ووفقاً للأصول القانونيّة، تمّ تشكيل لجان فنيّة لدراسة العطاء قبل إحالته، وقد كشفت اللجان المشكّلة عن وجود مخالفات فنيّة عديدة تقتضي التصويب، إلّا أنّ لجنة العطاءات المركزيّة التي يصادق عليها الوزير المختصّ (وزير الأشغال العامّة والإسكان آنذاك) صادقت على إحالة العطاء للشركة المذكورة على الرغم من عدم القيام بتصويب الملاحظات، وتمّ منحها أمر المباشرة في شهر تشرين الثاني 2013.
ولفت المصدر إلى أنّ الهيئة قامت بموجب الصلاحيّات الممنوحة لها وفق القانون بتشكيل لجنة فنيّة لدراسة الشكاوى والمخالفات، وتسلّمت أوراق المشروع من جميع الجهات وقامت بدراستها، بالإضافة إلى الكشف الميداني للتحقّق من حدوث المخالفات والأضرار على أرض الواقع.
وبيّن المصدر أنّه ووفقاً للوثائق والأوراق التي تمّت دراستها فإنّ تصاميم المشروع استغرقت عدّة سنوات، إلّا أنّ المقاول قام بتغييرها بموافقة الوزارة خلال أربعة أيّام فقط من تاريخ مباشرته العمل في المشروع، ما كبّد خزينة الدولة أضراراً ماليّة، بالإضافة إلى أضرار ماديّة نتيجة حدوث انهيارات وسوء في تنفيذ المشروع.
وكشف المصدر عن أنّ عدد التعديلات التي تمّ إجراؤها على العطاء بلغت 34 تعديلاً أدّى العديد منها إلى حدوث أضرار ومشاكل فنيّة علماً بأنّ غالبيّتها لم يتمّ بشكل أصولي، ما أدّى إلى تغيير جوهر العطاء ليصبح بصورة مختلفة تماماً عمّا تمّت إحالته فأخلّ بمبدأ المنافسة والشفافيّة بين المناقصين.