تتخوف مرجعيات مسيحية من موجة هجرة كبيرة لأبناء الطائفة، وذلك مع إعادة فتح مطار بيروت مطلع الشهر المقبل، بعدما أقفل أبوابه ضمن إجراءات مكافحة تفشي فيروس كورونا المستجد .
وكانت أعداد المسيحيين قد تضاءلت بشكل كبير في السنوات الماضية، ما يهدد الوجود المسيحي في لبنان، ولا تقتصر الرغبة في الهجرة على المسيحيين وحدهم، إذ بعد تدهور الوضع في البلد على كل المستويات منذ 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وبعد تردي الأوضاع المالية والاقتصادية بشكل غير مسبوق، ما أدى إلى ارتفاع نسب الفقر والبطالة، بات قسم كبير من اللبنانيين يسعى للهجرة.
وفي دراسة أجرتها المؤسسة «الدولية للمعلومات» للأبحاث والإحصاءات، مطلع العام الحالي، توقعت أن يصل عدد اللبنانيين الذين غادروا البلاد من دون عودة في عام 2019 إلى 61924 مقارنة بـ41766 في العام السابق، أي بزيادة بنسبة 42 في المائة.
ويعود السبب في كون مخاوف المرجعيات المسيحية هي الأكبر مقارنة ببقية الطوائف، لانخفاض أعدادهم بشكل كبير منذ آخر إحصاء رسمي لعدد سكان لبنان.
بدوره، رئيس المجلس العام الماروني، وديع الخازن، أوضح أن أعداد كبيرة من اللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً تستعد للهجرة نتيجة الظروف الصعبة التي باتوا يرزحون تحتها، لافتاً إلى أن ما قد يرفع أعداد المهاجرين، التسهيلات التي تقدمها بعض الدول الأجنبية التي لم تعد تضع شروطاً قاسية لمنح تأشيرات الإقامة الدائمة والدراسة.
كما يشير الخازن إلى أن المؤسسات والمرجعيات المسيحية تحاول التصدي لهجرة المسيحيين وتقديم المساعدات، والرغبة ببقاء المسيحيين كبيرة، لكن القدرات محدودة، مضيفاً المشكلة أن الراغبين في الهجرة لا يطلبون مساعدات آنية، سواء غذائية أو غيرها، إنما العيش في حالة استقرار دائم، وهو ما لا يبدو متاحاً، أقله في المدى المنظور.
في حين يبدي الأب طوني خضرا، رئيس مؤسسة «لابورا» التي تُعنى بتأمين فرص عمل للشباب المسيحيين، مخاوفه من هجرة كبيرة للبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً، مبيناً أن هذا الموضوع يتم النقاش بشأنه مع المرجعيات الكنسية، وتظهر الإحصاءات أن ما يفوق الـ60 في المائة من الشباب المسيحي يرغب في الهجرة.
ويعتبر خضرا أن ما قد يحد من الهجرة هو رزوح معظم دول العالم تحت أوضاع اقتصادية صعبة، وارتفاع نسب البطالة في صفوف مواطنيها، لذلك هي لن تستقدم مزيداً من العاطلين عن العمل إلى بلدانها.
ومن جانبه، شدد على أن الإشكالية الأساسية، إن كانت على الصعيد الوطني أو المسيحي، هي غياب استراتيجية طويلة الأمد، مؤكداً تعاملهم مع الأزمات عند وقوعها.