خاص – مظفر إسماعيل
جميلة في الشكل والمضمون.. ناجحة في أي عمل تشارك فيه مهما كان صعبا، تمتلك موهبة مبهرة في التمثيل والغناء جعلت لتواجدها مع أي مخرج ضامنا لنجاح عمله.. جماهيريتها لم تقف على سوريا والأردن، بل تخطت الحدود لتصبح محبوبة الجمهور في مصر والعالم العربي..
حول جديدها وواقع الدراما السورية ومستوى الكوميديا في السنوات الأخيرة، نحاور النجمة المتألقة صفاء سلطان في التالي:
– ما جديدك للفترة القادمة؟
قرأت مؤخرا أكثر من نص، واعتذرت بسبب وضع الأجور، فالأرقام قليلة جدا ومخجلة للأسف، وهناك أعمال أقرأها حاليا لكني لم أستقر حتى الآن، توجد عروض مصرية وبدوية خارج سوريا، وكلنا ننتظر عودة الحياة وافتتاح المطارات.
– ما رأيك بالموسم الرمضاني الفائت؟
في الحقيقة، هناك تعب وجهد كبير يبذله الزملاء والشركات الإنتاجية، لكنه يقدم على مادة لا يمكن أن نقول عنها دراما سورية، أنا لا أنتقد إخراجا أو صورة أو أداء ممثلين، بل أنتقد المادة المقدمة، هناك نصوص وأفكار محترمة كان من الممكن أن تقدم، لكن للأسف الإنتاج الحالي يتجه نحو انتقاء ممثلين لا تناسبهم الأدوار أو لا يوجد مخرج يديرهم بشكل صحيح.. الدراما السورية للأسف في حالة تراجع، فبعد أن كنا نقدم 50 عملا في الموسم يفشل منها 1 أو 2، أصبحنا نقدم عددا أقل بكثير وبالكاد نرى عملا واحدا مكتمل العناصر، وبعد أن سبقت الدراما السورية نظيراتها نتيجة جهود الكتاب والمنتجين والنجوم، تراجعت هذا العام، وهذا رأي الناس والشارع العربي والجمهور وصناع الدراما السورية.
– يقال أن الدراما السورية تحتضر..
الدراما السورية تنازع إن صح التعبير، وهذا الأمر يؤلمني جدا، لكن اللافت أن رشا شربتجي عادت لتنتج مسلسلا، وأنا علّقت لها وشكرتها، فعندما يأتي أحد لإنقاذنا يستحق منا كل التقدير، لأن رشا وغيرها من المخرجين المنتجين السوريين في الخارج يتلقون عروضا رائعة جدا وخيالية، لكننا كأسرة الدراما نفضل أن نعمل ضمن سوريا، وأتمنى وجود أعمال جيدة تساعد الدراما السورية على الوقوف مجددا.
– ما الأزمة الرئيسية التي تعاني منها الدراما السورية؟
لدينا أزمة نص وتسويق ومال، ولا يوجد عناصر ولا اتفاقيات تعاون بين المنتجين، الحرب أثرت لكن ليس إلى هذا الحد، كل البلدان العربية ومنها مصر مرت بأزمة رافقها انخفاض الأجور وتحديد العرض والشروط، لكنهم أبهرونا هذا العام بعدد كبير من الأعمال المصرية الناجحة التي احترمت عقول المشاهدين، التراجيدية والخيالية والكوميدية والاجتماعية.
– كيف تعلقين على الجدل الذي رافق انتخابات نقابة الفنانين؟
أنا ممثلة سورية والدراما السورية والجمهور السوري صنعوني وأفتخر بذلك، لكني كما تعلم أحمل الجنسية الأردنية ولست نقابية، لذا أتابع ولا أحكم.. الأستاذ زهير رمضان إنسان محترم وفنان معروف، وأرى أن تجدد النقابة بوجود نفس النقيب شيء إيجابي، وأتمنى أن نرى إصلاحات وتحسنا وأن يكون الأستاذ زهير قادرا على إصلاح بعض الأمور التي يشتكي منها معظم الفنانين السوريين.. لكن للأمانة أزعجني عدم دخول الصحافة، وأنا هنا لا أشكك بنزاهة الانتخابات، لكن لماذا لا يوجد عدد معين من الصحافة تغطي الحدث كالمعتاد؟، الصحافة ستنقل لنا واقع ما حدث، وهذا الأمر فقط استوقفني كمواطن متابع فقط.
– كيف تقيّمين مستوى الوجوه الجديدة التي تغزو الدراما السورية؟
الوجوه الجديد رائعة وتشكل إضافة جميلة، والطالب الأكاديمي الذي لا يحمل الموهبة أضاع من عمره، يوجد شباب موهوبون صقلوا موهبتهم في المعهد، وأنا حزينة لأنهم دخلوا في وقت تتخبط فيه الدراما وكأنها إنسانة موجوعة لا تستطيع إرضاء الأذواق.. هناك وجوه تحمل عددا كبيرا من الأدوار ومطلوب منها أن تنجح بالغصب، وهذه المسؤولية أكبر منهم أحيانا في السن والحجم، وهم يتحملون عناءها وهذا الأمر يقلقني عليهم لأنه يهدد مستقبلهم، الوجوه الجديدة جميلة لكن يجب أن يكونوا في الطريق الصحيح، فالاستمرارية بعد الوصول إلى القمة أمر صعب، وأنا أنصحهم بأن يصعدوا السلم درجة درجة.
– ما الفرق بين الكوميديا الحالية والكوميديا السابقة؟
الدراما الحالية تطرح قضايا إنسانية سياسية بكوميديا سوداء، لكنها تتجه للتهريج الشبيه بالاستهزاء، شاهدت أعمالا كوميدية لا تمت للكوميديا بصلة، فالكوميديا أصعب أنواع الفنون، ومن السهل أن تبكي أي أحد لكن من الصعب زرع الضحكة على وجهه.. الكوميديا شعرة بين الكوميديا الحقيقية والتهريج، وأتمنى أن تحافظ الكوميديا السورية على نفسها لأن ما يحدث مسيء.. سابقا، كانت الكوميديا تطرح بأشخاص دمهم خفيف ورائعين بالكوميديا، وكانت تقدم على أنها قصة حقيقية مضحكة مبكية، تحكي وجعنا، لكن للأسف، حاليا تتحدث الكوميديا عن واقعنا بتهريج غير لائق.
– ما هو أغلى أعمال على قلبك؟
ليلى مراد، وهو تحول مفصلي في حياتي المهنية، تعبت على هذا الدور كثيرا على صعيد اللهجة وتجسيد شخصية محبوبة كقيثارة الشرق، في مصر أصبحوا ينادوني ليلى هانم، وهذا دليل على نجاح الدور.. كل الأعمال أعتبرها كأولادي وأحبها كلها، لكن الأقرب إلى قلبي وفاتحة دخولي إلى مصر، هوليوود الشرق، كان هذا العمل.
– عمل شاركت فيه وخيّب أملك.
شاركت في عمل سابق وكنت أتمنى أن يلاقي اهتماما أكبر، كان فرصة لمخرج أنا وعدته بالوقوف معه وبذلت جهدا وكان الكركتر صعبا وأديت الدور بارتجالية في كثير من المشاهد.. وثقت بالمخرج وكانت تجربة أولى له، وكنت أتمنى أن ينجح العمل أكثر، وهو مسلسل قسمة وحب، أحب العمل وكنت سعيدة جدا به لكني ندمت فقط على حرق الكركتر.
– بعيدا عن الدراما.. ما دور السوشيال ميدا في حياتك؟
السوشيال أصبحت من أساسيات الحياة للتواصل المباشر مع المحبين، بفضلها نسمع تعليقات الجمهور وإعجابه بدور ما، وأرى فيها محبة الناس، السوشيال سمح لي بالتواصل مع أصدقائي في الخارج، كما أشارك الناس بما أفكر أو أشعر أو أفعل، إضافة إلى أنها تنقل وقائع قارات أخرى، لكن السلبي عندما نتعرض للتنمر أو تدخل البعض بحياة الآخرين الشخصية، خاصة لمن ينشرون التفاصيل الخاصة، الشتائم والتنمر تزعج عائلة كاملة وأنا أتعامل مع المسألة بالبلوك المباشر والحذف، علما أنه من النادر جدا أن أتعرض لإزعاج.
– هل من الممكن أن نرى صفاء سلطان مطربة؟
أنا أغني كثيرا في الأعمال وفي الجلسات الخاصة، لكني أعمل على ضم موهبة الغناء إلى التمثيل لإغناء الدور الذي ألعبه، انتمائي للتمثيل أكثر منه للغناء، كما أني لست مؤدية بل أغني وأطرب، ويبقى غنائي في ذاكرة الأشخاص، لا أمانع في التوجه نحو الغناء ولست مستعجلة على الإطلاق.