في مبادرة تعد الأولى من نوعها في سياق التجاذب التاريخي الذي يطبع العلاقات الجزائرية الفرنسية ،وتزامناً مع إحياء الجزائر ذكرى عيد الاستقلال و الشباب وصل رفات 24 مقاوماً جزائرياً للاستعمار الفرنسي أمس، إلى أرض الجزائر، وكان في استقبالها في جو مهيب رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، يرافقه رئيسي البرلمان بغرفتيه و أعضاء من الحكومة، ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق السعيد شنقريحة والفريق الأول علي بن علي.
واستقبلت الطائرة التي حطّت بالمطار الذي توزعت به تشكيلات مختلفة من الجيش الوطني الشعبي، بـ21 طلقة للمدفعية وبقفز مظلي لستة أفراد من القوات الخاصة تلفهم الراية الوطنية، حيث وشحوا السماء بشماريخ ملونة ترمز للعلم الوطني وذلك كتحيّة لرئيس الجمهورية، الذي وفى بوعده في استرجاع جماجم الشهداء في الخطاب الذي ألقاه بمناسبة يوم الشهيد شهر فيفري الماضي.
وبعد إتمام مراسم الاستقبال تم فتح قصر الثقافة أمام المواطنين لإلقاء النظرة الأخيرة،وبعد وضع التوابيت في القاعة الشرفية قرئت فاتحة الكتاب على أرواح المقاومين، كما أدت الفرقة النحاسية على شرفهم القسم الوطني كاملًا، قبل أن يحملوا إلى قصر الثقافة مفدي زكرياء، لتمكين المواطنين من إلقاء النظرة الأخيرة عليهم و الترحم على أرواحهم الطاهرة، لتتم مراسم دفنهم اليوم الاثنين ، بمربع الشهداء في مقبرة العالية.
وتشمل المجموعة الأولى من رفات شهداء المقاومة الشعبية 24 مقاوماً جزائرياً للاستعمار الفرنسي كلا من الشريف بوبغلة، عيسى الحمادي، الشيخ أحمد بوزيان، زعيمِ انتفاضة الزعاطشة، سي موسى والشريف بوعمار بن قديدة ومختار بن قويدر التيطراوي، بالاضافة إلى جماجم غير محددة الهوية. كما تضم أيضا جمجمة محمد بن الحاج شاب مقاومٍ لا يتعدى عمره 18 سنة من قبيلة بني مناصر، جمجمة غير محددة الهوية وكذا جماجم كل من بلقاسم بن محمد الجنادي، خليفة بن محمد (26 سنة) قدور بن يطو، السعيد بن دهيليس، سعيد بن ساعد الحبيب.
وكان رئيس الجمهورية، قد أعلن ، في كلمة ألقاها خلال حفل رسمي نظم بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ58 لعيد الاستقلال والشباب، أن الأمر يتعلق بخطوة أولى لإعادة رفات المقاومين الجزائريين، مؤكدا على أن الدولة عازمة على إتمام هذه العملية حتى يلتئم شمل جميع شهدائنا فوق الأرض التي أحبوها وضحوا من أجلها بأعز ما يملكون.
وكانت الجزائر قد طلبت رسمياً من فرنسا إعادة جماجم المقاومين خلال مباحثات بين السلطات العليا للبلدين، حيث أسست لهذا الغرض لجنة مكونة من خبراء جزائريين للقيام بتحديد رفات هؤلاء المقاومين الجزائريين.