انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي معلومات تتحدث عن منظّمة الصحّة العالمية أنها أقفلت ملفّ كورونا، وأن الإجراءات المتخذة لمكافحة وباء كوفيد ستُلغى بعدما اكتشفت أن حامل الفيروس لا يعدي إن لم تظهر عليه الأعراض، لكن لا صحّة لإلغاء هذه الإجراءات، وما نسب لِلْمُنَظَّمَةِ غير دقيق.
بالعودة لبداية الأمر تبين أن الخبر بدأ بالانتشار بهذه الصيغة على مواقع التواصل الاجتماعي في 11 يونيو 2020، وحصد آلاف المشاركات على فيسبوك وتويتر، كما انتشرت أخبار مماثلة على يوتيوب.
ولزيادة وثوقية الإشاعة، ربط بعض المشاركين للخبر المزيف بإعادة تحريك النشاط الاقتصادي في بعض الدول، وتخفيف إجراءات والقيود على حركة الناس.
هل قالت المنظمة إن الشخص من دون أعراض لا يكون معديا؟
الكلام المنسوب لمنظمة الصحة العالمية حول أن حامل فيروس كورونا المستجد لا يعدي إلا في حال ظهور الأعراض عليه، هو كلام غير دقيق.
لكن .. كيف ظهر الخبر؟
يرشد البحث في محرّك غوغل عن عبارة هل يعتبر حامل فيروس كورونا غير معدٍ؟ ، إلى كلام لرئيسة وحدة الأمراض الناشئة والأمراض الحيوانية المنشأ في منظمة الصحة العالمية ماريا فإن كيرهوف، خلال مؤتمر صحافي عقدته في جنيف الإثنين 8 يونيو 2020، حيث قالت ماريا كيرهوف في المؤتمر: “إنه بناءً على عدد من التقارير من بلدان مختلفة تقوم بمتابعة مخالطي المرضى، لا يزال من النادر انتقال فيروس كورونا من شخص لم تظهر عليه أعراض إلى شخص آخر”.
ثم كتبت كيرهوف في اليوم نفسه: “في إجراء دراسات شاملة بشأن المصابين الذين لا تظهر عليهم أعراض المرض مهمّة صعبة.
غير أن الأدلة المتوفرة تدفع إلى الاعتقاد بأن احتمال نقل الفيروس من المصابين الذين لا يظهرون أي أعراض أدنى بكثير مقارنة بأولئك الذين تظهر عليهم أعراض”.
هل نفت منظمة الصحة العالمية كلام كيرهوف ؟
في 9 يونيو، أي غداة التصريح الذي رُكّبت منه المنشورات المضلّلة، أجرت صفحة منظمة الصحّة العالميّة مناقشة مباشرة شاركت فيها كيرهوف للإجابة عن أسئلة.
وقالت كيرهوف إن ما ذكرته كان يستند إلى بضع دراسات لا يتخطى عددها الاثنتين أو الثلاث ، وأنها لم تكن تتحدث عن سياسة معتمدة لدى منظمة الصحة العالمية.
وأضافت القول إن انتقال العدوى في العموم من مصابين لا تظهر عليهم الأعراض أمر نادر جداً هو سوء فهم. إنما ما كنت أشير إليه هو نتيجة الدراسات المتوفرة حتى الآن.
ما هو الرابط المرفق بالخبر كدليل على صحة الادعاء؟
أرفقت بعض هذه المنشورات برابط كدليل على صحّة ما فيها من معلومات. لكن لا علاقة له بمضمون المنشورات، بل يقود إلى صفحة حكومية بريطانية عن الإرشادات المتعلّقة بالأمراض المعدية.