أظهرت أبحاث سابقة أن العمل بنظام الورديات يفرض عدم تزامن ساعة الجسم الداخلية مع الدورة اليومية لضوء الشمس والظلام.
ويرتبط ذلك بزيادة مخاطر الإصابة باضطرابات التمثيل الغذائي وأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان.
وفي دراسة حديثة وجد باحثون في مانشستر، أن الربو المتوسط إلى الحاد أيضاً أكثر شيوعاً بين العاملين في الورديات وخاصة أولئك الذين يقضون فترات الليل بشكل دائم.
وتختلف أعراض الربو “مثل الأزيز” بشكل كبير يمكن أن تتغير وفقاً للوقت من النهار أو الليل.
وفي ضوء ذلك، أراد الباحثون معرفة ما إذا كان العمل بنظام المناوبة قد يرتبط أيضاً بزيادة خطر الإصابة بالربو، أو زيادة شدته.
فقام الفريق بتحليل بيانات الصحة ونمط الحياة والتوظيف، التي جُمعت في الفترة من 2007-2010، لأكثر من 286000 عامل بريطاني، تتراوح أعمارهم بين 37 و72 عاماً.
ومن بين الأشخاص الخاضعين للدراسة، كان 83% منهم يعملون لساعات مكتبية منتظمة، بينما عمل الباقون في نوبات، شمل نصفهم تقريباً ليال عرضية أو دائمة.
وبمقارنة الباحثين بين حالات تشخيص الربو وأمراض الرئة وأعراض الربو بين العاملين في المكتب وعمال الورديات.
ووجدوا أن عمال النوبات الليلية الدائمين كانوا أكثر عرضة بنسبة 36% للإصابة بالربو المعتدل إلى الشديد من العاملين في المكاتب، بمجرد أخذ عوامل الخطر الأخرى مثل العمر والجنس في الاعتبار.
بالإضافة إلى ظهور أعراض صفير التنفس أو صفير المجرى الهوائي أعلى بنسبة 11-18٪ بين عمال النوبات، في حين بدا أن خطر ضعف وظائف الرئة كان أكثر احتمالاً بنسبة 20٪ بين عمال النوبات الليلية العرضية والدائمة.
كما وجد الباحثون أيضاً أن ما يسمون بـ “الأنماط الزمنية المتطرفة” كانوا أكثر عرضة للإصابة بالربو.
وبالإضافة إلى أن الأشخاص الذين يستيقظون مبكرا” والذين يعملون ليلاً أو بنوبات غير منتظمة، كانوا أكثر عرضة بنسبة 55٪ للإصابة بالربو المتوسط إلى الشديد، بغض النظر عن أي قابلية وراثية للإصابة بهذه الحالة.
ولأن دراسة الباحثين كانت قائمة على الملاحظة فقط، فلم يثبتوا بعد السبب الدقيق الذي يجعل العاملين الليليين أكثر عرضة للإصابة بالربو.
ومن المعقول أن يؤدي اختلال الساعة البيولوجية إلى الإصابة بالربو، وفقاً للمعدة البحثية وخبيرة الجهاز التنفسي هانا دورينغتون، من جامعة مانشستر.
ومن المثير للاهتمام، أن النمط الزمني يتغير مع تقدم العمر، ويتأخر في مرحلة المراهقة ثم يتقدم في وقت مبكر مع تقدم العمر، ما يشير إلى أن الأفراد الأكبر سناً قد يجدون صعوبة في التكيف مع العمل الليلي أكثر من البالغين الأصغر سناً.