لدى معظم الناس، يؤدي الموقف المجهد إلى استجابة “القتال أو الهروب”، ولكن إذا تكرر الحدث نفسه مرة أخرى، فإن استجابة الجسم تضعف.
ومع ذلك، فإن أولئك الذين يشككون بشدة يعانون من مستوى عال من التوتر مرة أخرى.
وأثبتت الأبحاث السابقة أن الإجهاد النفسي يؤدي إلى إجهاد فسيولوجي، مثل أمراض القلب.
حيث أظهر بحث جديد أن الأشخاص الساخرين يتأثرون بشكل سلبي بالمواقف العصيبة أكثر من الأشخاص، الذين يستجيبون للأحداث المؤسفة بالغضب أو العدوانية.
فقد نظر فريق من الباحثين الأمريكيين في ثلاثة أشكال مختلفة من العداء “العاطفي والسلوكي والمعرفي” لأنها مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالأمراض.
ووجدت الدراسة الأولى من نوعها، التي نُشرت في مجلة Psychophysiology، أن الشكل المعرفي للعداء يمثل الخطر الأكبر.
وقالت المعدة الرئيسية ألكسندرا تايرا، طالبة دكتوراه في علم النفس وعلم الأعصاب في جامعة بايلور في تكساس: ” يتكون العداء الساخر من معتقدات وأفكار ومواقف سلبية حول دوافع الآخرين ونواياهم ومصداقيتهم.
ويمكن اعتبار ذلك شكوكاً أو قلة ثقة أو معتقدات ساخرة عن الآخرين.
وتكشف هذه النتائج عن ميل أكبر للانخراط في عداء ساخر، والذي يمكن أن يكون ضاراً ليس فقط لاستجاباتنا للضغط على المدى القصير، ولكن أيضاً على صحتنا طويلة المدى”.
وفي ذلك أجرى الباحثون اختبارات إجهاد لمدة 15 إلى 20 دقيقة على 196 مشاركا خلال جلستين، تفصل بينهما حوالي 7 أسابيع.
وأكملوا أيضاً مقياساً نفسياً قياسياً لقياس الشخصية والمزاج وتحديداً درجات العداء التي تمثل نزعة الفرد تجاه السخرية والكراهية المزمنة.
وفي جزء الإجهاد النفسي من الدراسة، مُنح المشاركون خمس دقائق لصياغة خطاب مدته خمس دقائق للدفاع عن أنفسهم ضد انتهاك مشتبه به.
ثم طُلب من المتطوعين إجراء اختبار حسابي عقلي مدته خمس دقائق، والذي اختلف قليلاً في كل زيارة.
وسُجل معدل ضربات القلب وضغط الدم كل دقيقتين خلال كل مرحلة.
وقالت تايرا: “عندما تتعرض لنفس الشيء عدة مرات، فإن حداثة هذا الموقف تتلاشى، وليس لديك استجابة كبيرة كما فعلت في المرة الأولى، وهذه استجابة صحية”.
ولكن لدى الأشخاص المتهكمين، يتفاعل الجسم جسديا بنفس الطريقة مراراً وتكراراً.
وأوضحت تايرا: “هذا غير صحي لأنه يضع ضغطاً متزايداً على نظام القلب والأوعية الدموية لدينا بمرور الوقت”.