تزداد الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا بشكل كبير خلال فصل الشتاء دون غيره من الفصول، فما سبب ذلك؟
يرجع سبب ازدياد الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا في فصل الشتاء إلى أن الهواء البارد يسهل انتشار الفيروسات، فمعظمها مغطاة بكبسولة واقية تذوب في الحرارة، وكما هو معروف فإن درجات الحرارة في فصل الشتاء تنخفض.
حيث تمتلك الفيروسات خصائص مختلفة، تمكنها من تحمل درجات الحرارة المتجمدة، وفقاً للدكتور إدوارد بيلسكي، وكيل ورئيس أكاديمي في جامعة باسيفيك نورث ويست للعلوم الصحية.
كما أن العديد من الفيروسات تتكاثر في الهواء البارد، وفي درجات الحرارة الجافة والباردة، ووجدت دراسة نشرت عام 2016 في Viruses أن الانخفاض في درجة الحرارة والرطوبة تسبب في زيادة خطر الإصابة بالفيروس الأنفي البشري، ما يسبب نزلات البرد.
ووفقاً للمعاهد الوطنية للصحة، تسمح درجات الحرارة الباردة للطبقة الخارجية للفيروس، وهي غلافها، بالتصلب إلى “هلام مطاطي”، وهذا يحمي الفيروس، ويسمح له بالانتقال أو الانتشار بشكل أفضل.
ويمكن أن تؤدي الظروف الباردة والجافة أيضاً إلى زيادة انتشار الفيروس حيث يسمح الهواء الجاف للفيروس بالبقاء في الهواء لفترة أطول ويزيد من فرصة الاتصال بشخص آخر من خلال الاستنشاق”.
وهذا له علاقة بتكوينات قطيرات الجهاز التنفسي ففي الهواء الجاف، تظل القطرات أصغر حجماً وأخف وزناً، ما يسمح لها بالانتشار أكثر.
ومع ذلك، في الظروف الأكثر رطوبة، يمكن أن تكون القطرات أكبر وأثقل، ما يجعلها تسقط على الأرض بشكل أسرع.
ومن ناحية أخرى، من المرجح أن تقتل درجات الحرارة المرتفعة الجراثيم الفيروسية، وبدلاً من تصلب غلاف الفيروس، يمكن أن يذوب، ولا يصلح بالتالي للانتقال.
ويقول دانيال غريفين، أخصائي الأمراض المعدية المعتمد من مجلس الإدارة في مستشفى نيويورك المشيخي: “عندما يكون لديك حرارة، فإنه توجد طاقة، وهذا يسمح بالانتروبيا (القصور الحراري).
وبصرف النظر عن خصائص الفيروسات نفسها، فإن انتشار الكثير من الجراثيم في درجات الحرارة الباردة يرتبط بسلوك الإنسان في الشتاء.
ويقول غريفين: “فعندما يكون الجو بارداً بالخارج، فإننا نميل إلى البقاء في الداخل في مساحات صغيرة معاً ولمس نفس الأشياء، ولذا تطورت مع مرور الوقت الفيروسات والعوامل المعدية المختلفة”.
وقد تتسبب الغرف شديدة الجفاف أو العيش في أماكن جافة في جفاف الممرات الأنفية، وإذا كانت أغشيتنا المخاطية جافة، فإن خط دفاعنا ضد الجراثيم ليس قوياً.
ويقترح غريفين استخدام جهاز ترطيب لمكافحة ذلك. ويقول: “تساعدك الرطوبة في الحصول على حواجز رطبة وصحية وقائية”.
كما يمكن للاتصال الجسدي في انتشار الفيروسات سواء بلمس شخص آخر ربما تكون عليه الجراثيم، أو لمس سطح به جزيئات معدية، ثم لمس وجهك أو تقضم أظافرك أو تأكل، فتعرض نفسك للخطر.
وهناك مشكلة أخرى يمكن أن تحدث، وهي انخفاض مستويات فيتامين D الضروري لتقوية المناعة، وءلك بسبب نقص التعرض لأشعة الشمس خلال الأشهر الباردة.
وسواء كان الهواء ساخناً أو بارداً، أو جافاً أو رطباً، فستظل هناك فيروسات وبكتيريا في مكان ما.