للأجسام المضادة التي يطورها الجسم وجودتها الكبيرة دور مهم في الشفاء من المرض أو التأثر به بشكل كبير أو حتى الوفاة منه.
وهذا ينطبق أيضاً على فيروس كورونا المستجد الذي فتك بأرواح الملايين حتى الأن، فنسبة النجاة من خطر الموت من فيروس كورونا، أو الشفاء منه يرتبط بنوعية الأجسام المضادة التي يكونها الجسم وجودتها وليس بالكمية التي ينتجها.
جاء ذلك وفقاً لورقة بحثية جديدة نشرها الدكتور جاليت ألتر، عضو في معهد راغون وجامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية.
واستخدمت الدراسة، نهج أنظمة “ألتر المصلي” لتحديد الاستجابات المناعية للأجسام المضادة لـ193 مريضاً بفيروس كورونا في المستشفى، ومقارنة الاستجابات من المرضى الذين يعانون من مرض متوسط وحاد والمرضى الذين توفوا بسبب كوفيد-19.
وعلى الرغم من أن جميع المرضى طوروا أجساماً مضادة ضد السارس- CoV-2، إلا أن تلك الأجسام تطورت بطرق مختلفة بين المرضى، حيث أن المرضى الذي توفوا بالمرض فلم تتطور استجابة الجسم المضاد بشكل كامل.
وعلل ألتر ذلك: “بوجود خلل كبير في تطوير الأجسام المضادة، والتي قد تكون ضرورية في السيطرة المبكرة على الفيروس والقضاء عليه.
ومن ذلك تم رؤية التأثير العالمي لهذا التطور المعيب للأجسام، مما أدى إلى ضعف القدرة على تعزيز وظائف المناعة الأساسية للتطهير الفيروسي”.
ومن المعروف أنه في الاستجابة المناعية الناضجة، تمنع الأجسام المضادة العدوى وتوجه جهاز المناعة لقتل الخلايا المصابة.
ولتوجيه الاستجابة المناعية القاتلة ترتبط الأجسام المضادة بمستقبل Fc ، وهو “موقع الالتحام” الخاص بالأجسام المضادة الموجودة في جميع الخلايا المناعية، وبدون ارتباط قوي بمستقبلات Fc، قد تفشل الأجسام المضادة في انتزاع وتدمير الفيروس بعد الإصابة.
أما المرضى الذين تعافوا من كورونا لديهم أجسام مضادة لم تطور بشكل كامل القدرة على الارتباط بقوة بمستقبلات Fc وبالتالي ربما لم يكونوا قادرين على تحفيز نشاط قتل المناعة بشكل كامل.
ووجدت مجموعة البحث أن أجهزة المناعة للناجين يمكنها التعرف على منطقة من بروتين السارس- CoV-2 المعروف باسم S2- واستهدافها، كما تم العثور على مجال S2 في فيروسات كورونا الأخرى التي تصيب البشر، لذا فإن المرضى الذين يمكن لأجسامهم المضادة أن تستهدفه قد يكون لديهم مناعة موجودة مسبقاً في مجال S2 بسبب التعرض لفيروسات كورونا الشائعة الأخرى، ومن ثم تقوم باستخدام هذه المناعة الموجودة مسبقاً لتوليد الأجسام المضادة القاتلة بشكل أسرع بعد الإصابة بـ SARS-CoV-2.
ويقول زوهار: “إذا تمكنا من فهم أهمية المناعة العابرة لفيروس كورونا، فقد يكون الباحثون قادرين على تصميم لقاحات قادرة على مواجهة مجموعة أوسع بكثير من فيروسات كورونا”.