أظهرت ساحة الابتكارات الطبية أنها الأكثر ملامسة لواقع المرضى والمنفس الأرحب لمداواة الأوجاع الخطرة التي تهدد حياة المرضى، وتأتي أبرزها وأوسعها انتشاراً عمليات جراحة العظام وعلاج خشونة الركبة المزمن بالطريقة الحديثة التي طورها الدكتور، مثنى سرطاوي.
ويعتبر الفصال العظمي في الركب أو ما يعرف بـ”خشونة الركبة” مرضاً يصيب مفصل الركبة، ويتسبب بتأكل وتحلل الغضاريف الملتصقة بالدعامة المرتبطة بها والتي توفر دعامة مرنة لعظام المفصل.
وينتج عن هذا الترقق في الفاصل الغضروفي نتوءات عظمية تتسبب في صعوبات بالمشي والحركة تصاحبها آلام شديدة، وترتبط خشونة المفاصل بشكل كبير بالتقدم في السن، لكنها بدأت تظهر بشكل لافت عند الشباب مع زيادة معدلات البدانة وأمراض السمنة.
وقال الدكتور سرطاوي “ترتبط جراحة استبدال الركب التقليدية بالآلامها الشديدة وفترة نقاهه شاقة وطويلة. يبلغ متوسط إقامة المريض في المستشفى بعد إجراء عملية استبدال الركبة من أسبوع إلى أسبوعين مع فترة تعاف تمتد ما بين 3 إلى 6 أشهر على أقل اعتبار مع الاعتماد على مساعد شخصي للمساعدة على الحركة والتنقل، وهو السبب الرئيسي في رفض العديد من المرضى الذين يعانون من مشكلة الخشونة في الخضوع لهذا النوع من الإجراء الجراحي المؤلم.
وأظهر العديد من الدراسات الطبية أنه عندما يتم تجنيب وتر العضلة الرباعية وهو الوتر الرئيسي للركبة والذي عادة ما يتم قطعة أثناء عملية استبدال الركبة التقليدي خلال الجراحة للوصول للركبة، فإن تعافي المرضى يكون بشكل أسرع وبأقل ألم ممكن. وهذا هو السبب في أن العديد من الجراحين المتمرسين في المؤسسات الأميركية البارزة قد تحولوا إلى طرق تحافظ على وتر العضلة الرباعية، ومع ذلك لا يزال معظمهم يقطعون العضلة المجاورة.
وعن جراحات تركيب المفصل الصناعي بالركبة، يؤكد الدكتور سرطاوي، أنها تعتبر من أنجح الجراحات وهي الحل الأمثل لحالات خشونة الركبة المتقدمة، ويلجأ إليها بعد استنفـاد الطرق الأخرى في العلاج بالأدوية، أو العلاج الفيزيائي، وذلك في الحالات التي يكون بها تآكل شديد بغضاريف مفصل الركبة، ما يعوق المريض عن أداء أنشطة الحياة اليومية بطريقة طبيعية.