تزامناً مع اتساع رقعة الاحتجاجات ضد إساءة فرنسا للدين الإسلامي، أكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، اليوم الإثنين أن فرنسا تكن الاحترام العميق للإسلام بحضارته وثقافته، مشيرا إلى أن الإسلام قدم مساهمة قيمة لتاريخ البشرية، وهو منذ فترة طويلة جزء من تاريخ فرنسا.
وقال لودريان خلال زيارته لمصر: إن زيارتي لمصر تأتي في مرحلة خاصة بالنسبة لفرنسا، التي تعرضت لعمليات إرهابية مروعة ارتكبها متطرفون يدعون انتمائهم للإسلام، مضيفاً “أن كل ما قيل عن فرنسا عكس الحقيقة، فليس لدينا أي مشكلة مع الإسلام، فتاريخنا الفكري والثقافي والعلمي والفلسفي له ارتباط وثيق وعميق بالإسلام”.
وأضاف “نحن من أول الدول التي ترجمت القرآن الكريم في السوربون في فرنسا، ومنذ القرن السابع عشر تتم ترجمة القرآن وتعليمه كما ذكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون”.
وأشار إلى أن المسلمين في فرنسا هم جزء لا يتجزأ من المجتمع الفرنسي، ومن تاريخ وهوية الجمهورية الفرنسية، وهم يعيشون في إطار يحميهم، وفرنسا حريصة على ضمان هذا الاحترام بروح من المساواة مع المؤمنين من كل الديانات الأخرى.
وأكد وزير الخارجية الفرنسي أن التصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي ماكرون حول حرية التعبير ومكافحة التطرف، قد تم تحريفها واستغلالها واستخدامها كأداة لأغراض سياسية، فبعض الدول مثل تركيا وإيران حاولت تنظيم حملة معلومات مغلوطة وتلاعب ضد فرنسا.
وشدد على أن فرنسا تكافح الإرهاب في المقام الأول، إن كان صادرا عن تنظيمات مثل “داعش” أو “القاعدة” التي وجهت مؤخرا نداءات للتعدي على فرنسا، أو كان صادرا من أشخاص متطرفين استوحوا من نظرة متطرفة وعنيفة للدين.
وتابع: “إن فرنسا تكافح تحوير الدين لأغراض سياسية أو تحريفه في إطار أيديولوجية متطرفة تدعي أنها تريد الفصل بين المواطنين المسلمين وباقي المجتمع في بلداننا، ولن نتهاون في هذه المعركة ولكننا لسنا وحدنا فيها”.
هذا وتواصلت ردود الفعل المنددة بتصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي أعلن فيها أن بلاده لن تتخلى عن الرسومات المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم وللرموز الإسلامية، وإن تقهقر البعض، مضيفا أن باتي قتل لأن “الإسلاميين يريدون الاستحواذ على مستقبلنا”.
وأشعل وسم #مقاطعة_المنتجات_الفرنسية وسائل التواصل الاجتماعي، متصدراً قائمة أكثر الوسوم انتشارا في معظم الدول العربية، بالإضافة إلى وسم #ماكرون_يسيء_للنبي، و#إلا_رسول_الله.