تمر اليوم 1تموز 2020، ذكرى مرور (40) سنة على فوز منتخب الكويت بلقب كأس آسيا 1980، وبهذه المناسبة، نشر موقع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم هذا التقرير عن المنتخب الكويتي:
كانت الكويت مسرحاً لأحداث نهائيات كأس آسيا التي جرت عام 1980، حيث التنافس القاري المحموم للظفر بأهم البطولات القارية على الإطلاق بين عشر منتخبات، يتقدمهم الأزرق المضيف، وإيران حاملة اللقب، والدولة الأكثر إحرازاً له، آنذاك بثلاث نسخ متتالية، وغيرها من الفرق الطامحة باعتلاء العرش القاري.
وعلى طريقته الخاصة، دوّن (الأزرق) الكويتي اسمه بأحرف من ذهب في سجل الأبطال المتوجين، بعد أن قدم مستويات مميزة جداً، استحق عليها لقب البطولة التي ستبقى في الذاكرة الكروية الكويتية.
ونستعرض في هذا التقرير فصلاً مهماً منها ونتعرف كيف استطاع رفاق الثنائي المرعب جاسم يعقوب وفيصل الدخيل بلوغ قمة المجد.
وضعت القرعة المنتخب الكويتي (المضيف) على رأس المجموعة الثانية إلى جانب منتخبات كوريا الجنوبية وماليزيا وقطر والإمارات، بينما ضمت المجموعة الأولى منتخبات إيران والصين وكوريا الشمالية وسورية وبنغلادش.
في المباراة الافتتاحية للأزرق، وتحديداً عن الدقيقة 19 مرر فيصل الدخيل كرة بينية لزميله سعد الحوطي الذي سددها بدوره زاحفة في شباك المرمى الإماراتي، ليعلن افتتاح المشوار الناجح للكويت في البطولة، على الرغم من أن منتخب الإمارات أدرك التعادل بواسطة أحمد شومبي، وعلى انتهاء المواجهة بتعادل المنتخبين 1-1.
وقدم المنتخب الكويتي عرضاً كروياً رائعاً في الظهور الثاني له، بعد أن حقق فوزاً كبيراً على ماليزيا بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد، وجاءت أهدافه بواسطة فتحي كميل (20) وجاسم يعقوب الذي وقّع على ثنائية عبر ضربتي جزاء في الدقيقتين 53 و77.
بعد الانتصار على ماليزيا، ارتفعت الطموحات الكويتية لكنها سرعان ما تجرع خسارة ثقيلة أمام كوريا الجنوبية بثلاثية نظيفة في ثالث مباريات الفريق في البطولة، ليشتعل الصراع على خطف بطاقتي التأهل عن المجموعة.
وظفر المنتخب الكوري ببطاقة التأهل الأولى بعد أن حقق فوزه الثالث في الجولة الأخيرة على المنتخب الإماراتي بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد ليكون أول الواصلين إلى الدور قبل النهائي تاركاً المركز الثاني حائراً بين الكويت ولديها 3 نقاط وقطر بنفس الرصيد، بينما على الجانب الآخر يترقب المنتخب الماليزي المشهد حيث يبلغ رصيده 4 نقاط في المركز الثاني قبل المواجهة الكويتية القطرية في الجولة الأخيرة.
وتوجهت الأنظار نحو ستاد صباح السالم في العاصمة الكويت، وبعد مرور نصف ساعة على بداية مجريات اللقاء، ارتقى المهاجم البارع جاسم يعقوب فوق المدافعين القطريين ووضع الكرة برأسه أمام زميله فيصل الدخيل الذي لم يتوان عن تسديدها بقوة في الشباك معلناً الهدف الأول للكويت وعليه انتهت مجريات الشوط الأول.
وبعد مرور خمس دقائق فقط على انطلاق الشوط الثاني، احتسب حكم اللقاء ضربة جزاء للمنتخب الكويتي انبرى لها المتخصص جاسم يعقوب، ليعود بعدها نجم اللقاء فيصل الدخيل ويحرز الهدف الثالث للأزرق في الدقيقة 57، قبل أن يختتم عبدالعزيز العنبري مهرجان أهداف فريقه بالهدف الرابع في الدقيقة 66 ليطير بالأزرق نحو المربع الذهبي.
اصطدم المنتخب الكويتي بنظيره الإيراني حامل اللقب والبطل المتوج على العرش في النسخ الثلاث السابقة لكأس آسيا في مواجهة لا تقبل أنصاف الحلول لا سيما أن الشوط الأول منها انتهى بالتعادل السلبي.
مع مرور الوقت بدأ المنتخب الكويتي أكثر ثقة من نظيره الإيراني، وترجم ذلك بالفعل إلى هدف السبق حينما مرر ناصر الغانم كرة طويلة إلى نجم البطولة جاسم يعقوب الذي انطلق بسرعة من بين المدافعين الإيرانيين وسدد بنجاح في المرمى بالدقيقة 63.
وفي غمرة بحث المنتخب الإيراني عن تعديل النتيجة، تبادل نجما الكويت جاسم يعقوب وفيصل الدخيل التمرير في هجمة سريعة استطاع الأخير ترجمتها إلى هدف التعزيز الثاني في الدقيقة من عمر اللقاء، ليقود فريقه إلى المباراة النهائية رغم نجاح إيران بتقليص النتيجة بهدف في الدقيقة الأخيرة عبر اللاعب حسين فركي.
أدرك الكويتيون أنهم أمام 90 دقيقة فقط من تحقيق الحلم، لكن في الواقع كان عليهم نسيان الخسارة الكبيرة أمام كوريا الجنوبية في الدور الأول إذا ما أرادوا خوض مواجهة مقاتلي التايغوك بتركيز عال، وبلا أي حسابات تتعلق بخارج أرض ملعب ستاد صباح السالم مسرح المباراة النهائية الذي احتشد فيه الآلاف من عشاق الأزرق.
لم تمض الدقائق كثيراً ليعلن سعد الحوطي تقدم الكويت بالهدف الأول، بعد أن استغل تواجده داخل منطقة الجزاء، وعكس الكرة القادمة من زميله عبدالعزيز العنبري بنجاح داخل الشباك كأول أهداف اللقاء في الدقيقة الثامنة.
وشكّل جاسم يعقوب بإمكاناته الجسمية، وسرعته الكبيرة أحد العلامات الفارقة في المنتخب الكويتي، حيث استغل ذلك جيداً عندما نجح بالضغط على الدفاع الكوري الجنوبي، وانطلق مسرعاً داخل منطقة الجزاء ليعكس كرة على طبق من ذهب على قدم فيصل الدخيل الذي سددها بالمرمى هدفاً ثانياً في الدقيقة 34.
ومارس (الجوهرة) دوره الهجومي الرائع، حينما انطلق بسرعة جنونية لينفرد بمرمى المنتخب الإيراني، وتجاوز الحارس لكنه فضل التمرير لزميله فيصل الدخيل الذي سددها في المرمى معلناً الهدف الثالث، وأطلق به العنان للأفراح الكويتية بلقب تاريخي هو الأول والوحيد للأزرق في كأس آسيا.
تربّع المنتخب الكويتي على عرش الكرة الآسيوية بنجومه الذين سيخلدهم التاريخ وهم جاسم يعقوب وفيصل الدخيل وسعد الحوطي وعبدالعزيز العنبري وفتحي كميل وجاسم بهمن ونعيم سعد ومحبوب جمعة وجمال يعقوب وسامي الحشاش وناصر الغانم ومحمد كرم وآدم مرجان ويوسف سويد وعلي بو دستور وحمود فليطح وبقيادة المدرب البرازيلي كارلوس ألبرتو باريرا.