اعترف ملك بلجيكا، فيليب، ولأول مرة، عن أسفه للمعاناة التي لحقت بشعب الكونغو خلال فترة الاستعمار البلجيكي لجمهورية الكونغو الديمقراطية.
وقال في رسالة إلى رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي، بمناسبة الذكرى الـ60 لاستقلال هذا البلد الأفريقي: “خلال فترة دولة الكونغو المستقلة، ارتكبت أعمال عنف ووحشية، ما زالت في ذاكرتنا الجماعية”.
يدور الحديث عن الفترة حتى عام 1908، عندما كانت أراضي جمهورية الكونغو الديمقراطية الحديثة “ملكية شخصية” للعاهل البلجيكي ليوبولد الثاني وتحولت إلى مستعمرة بلجيكية.
وأشار إلى أن معاناة الأفارقة استمرت حتى بعد أن أصبحت الكونغو مستعمرة بلجيكية من عام 1908 إلى عام 1960. “الفترة الاستعمارية التي تلت ذلك جلبت المعاناة والإذلال”.
في وقت سابق، وافق قادة أكبر الأحزاب البلجيكية على تشكيل لجنة خاصة في البرلمان، والتي يجب أن “تسلط الضوء” على الماضي الاستعماري لبلجيكا وسط احتجاجات ضد العنصرية وتدنيس الآثار لملك بلجيكا ليوبولد الثاني. وبحسب المبادرين، فإن اللجنة “يجب أن تخفف التوتر” في المجتمع البلجيكي. ومن المتوقع أن تبدأ اللجنة عملها في الخريف، لكن جمع المعلومات سيبدأ في الصيف.
وتعرضت النصب التذكارية للملك البلجيكي ليوبولد الثاني، المعروف بسياساته الوحشية في الكونغو المستعمرة في القرن التاسع عشر، للهجوم والتدنيس خلال الاحتجاجات الأخيرة ضد العنصرية على خلفية جريمة قتل الأفريقي الأمريكي جورج فلويد، في الولايات المتحدة على يد شرطي أمريكي.
بالإضافة إلى ذلك، بدأ النشطاء بجمع التوقيعات لإزالة جميع المعالم التي تصور الملك الاستعماري من شوارع وميادين بروكسل.
وبحسب الروايات انتهى الاستعمار البلجيكي لجمهورية الكونغو بقتل ما يزيد على 10 ملايين شخص، إما جوعاً، أو من خلال ممارسة أسوأ أنواع التعذيب بحقهم.