تُوّجت السعودية نفسها كأفضل لاعب في سوق النفط العالمي خلال 2020 مع سياسة نفطية نجحت في مجملها في ضبط السوق واستقرار الأسعار على الرغم من التقلبات الحادة التي شهدتها أسواق النفط العالمية خلال العام الجاري، بفعل تبعات جائحة كورونا واختلال التوازن بين العرض والطلب.
ونجحت المملكة في فرض كلمتها في السوق خلال العام الجاري ليس فقط من خلال قدرتها على إعادة التوازن إلى السوق ولكن من خلال إدخالها مزيداً من الديناميكية إلى استراتيجيات الإمدادات التابعة لمنظمة أوبك بحسب صحيفة “فايننشال تايمز”.
و أثبتت الاستراتيجية السعودية فعاليتها مع المنافسين الذين يسعون للتخطيط مبكراً، و حيال معاقبة المقامرين في أسواق النفط العالمية، حيث تمتلك السعودية القدرة على إلحاق الأذى بقطاع عريض من المضاربين ذوي المراكز الضعيفة، ولكن الاختبار الحقيقي للسعودية يكمن في قدرتها على تغيير القواعد الهيكلية للسوق في وضع «الكونتانغو»، وهو وضع للسوق تكون فيه الأسعار الآجلة أعلى من الأسعار الفورية، والتي تسبَّبت في أضرار كبيرة للمستثمرين ذوي المراكز طويلة الأجل في عقود النفط في وقت جنى فيه المراهنون على هبوط الأسعار مكاسب كبيرة.
ونجح الاتفاق الذي هندسته السعودية في وقت سابق من العام الماضي بين كبار المنتجين داخل أوبك وخارجها بسحب نحو 10% من معروض النفط العالمي في إعادة التوازن إلى سوق النفط العالمي الذي تضرر بشدة من جائحة كورونا.
ولعبت السعودية الدور الأكبر في مضاعفة الأسعار نحو 3 مرات ما أسهم في عودة الهدوء إلى أسواق النفط العالمية بعد أن وصلت أسعار بعض خاماته إلى النطاق السالب.