اشار تقرير لمصادر إعلامية إلى قصة فطومة التريعي التي تعتبر أول سائقة شاحنة نظافة في المغرب، تعمل بشركة أوزون للبيئة، وتعرف في مدينتها الصويرة بحبها الكبير لعملها، يقابل بالتقدير والاحترام من طرف الجميع، ساكنة وزملاء ورؤساء العمل.
تحكي فطومة لمصادنا من داخل بيتها في حي شعبي، أن وفاة زوجها اضطرها للخروج للعمل من أجل إعالة أولادها، لكن اختيارها لهذه المهنة لم يكن صدفة، فقيادة شاحنة كانت حلمها منذ كانت صغيرة، فهي مولعة بقيادة المركبات، وعلاقتها بالتواصل مع الناس البسطاء في أمر يهمهم يسعدها.
وتضيف فطومة أن الظروف الجيدة للعمل التي توفرها الشركة تجعلها تحب مهنتها كثيراً، بل إنها لا تخفي اشتياقها للعمل بعد عطلة، لأنها تحس أنها تحقق ذاتها وهي وراء المقود تساهم في نظافة المدينة بكل فخر واعتزاز.
تروي فطومة أن وضع الشركة الثقة فيها لقيادة شاحنة لم يكن بين يوم وليلة، فهي مارست جمع الأزيال مثل أي عامل آخر، وأيضا عملت بالمكنسة وتنقية الشاطئ. اجتهدت وضاعفت جهدها دون كلل وهي أن ترى أن الصعود إلى “شاحنة” والأخذ بزمام الأمور حلم قريب قد يتحقق في أي وقت.
قبل ذلك لم يكن ذلك ممكناً دون أن تحصل على رخصة السياقة، التي استصعبتها في البداية، ورأتها غابة محفوفة بالمخاطر، لكن ما توكلت على الله وبدأت في الأمور الإدارية وفي تعلم السياقة، حتى ظهر أن تلك الغابة الكثيفة لم تكن سوى وهم كبير قد يعشش للناس في عقولهم، وأن القيام بخطوة داخل تلك الغابة يتجاوز المرء الشجرة الأولى لتظهر له السبيل واضحاً نحو هدفه المقصود.
لا تنسى فطومة ما قام به عدد من زملائها في مساعدتها في بداياتها، إذ يتعاملون معها معاملة الزميل لزميلته التي يريد لها النجاح والتفوق غير بخلاء بكل نصيحة وغير مترددين في تقديم أية مساعدة.