تعتبر الأمراض المتعلقة باضطرابات الذاكرة هي أكثر الأمراض التي يخشاها الكثير من الأشخاص مع تقدم السن ولا سيما الزهايمر والخرف؛ حيث أن الزهايمر يجعل الإنسان كما لو كان يعيش في عالم آخر غير متصل بواقعه، وفي هذا الصدد؛ تواصلت جهود العلماء من أجل اكتشاف علاج لمرض ألزهايمر ؛ بعضها طرق علاج تقليدية والبعض الآخر طرق علاج حديثة غير تقليدية من أجل العمل على تخفيف آثار وأعراض هذا المرض وعلاجه بشكل أكثر فاعلية .
ويحدث مرض الزهايمر بشكل أساسي بسبب تكوين بعض ألواح وعقد البروتين ومادة الأميلويد في المخ، حيث أن تلك المواد تعمل على تدمير خلايا المخ وخصوصًا المسؤولة عن الذاكرة، وبالتالي يُصاب المريض بضعف الذاكرة تدريجيًا إلى أن تتطور الحالة وتتفاقم.
أعراض مرض الزهايمر
قد يكون النسيان وعدم القدرة على تذكر الأشياء والمهام اليومية أمر طبيعي ناتج عن الإجهاد الذهن وخصوصاً في حالة الأشخاص الذين تعتمد مهام عملهم على تشغيل العقل والتفكير الدائم مثل حالة العلماء والباحثين والمدرسين وغيرهم، أما في حالة الإصابة بالزهايمر؛ فقد يظهر على المريض الأعراض التالية:
فقدان الذاكرة بشكل متكرر وملحوظ يؤثر سلبياً على تنفيذ الأعمال اليومية الأساسية.
التغير الدائم في الحالة المزاجية والعصبية الدائمة.
فقدان القدرة على الإلمام بكل من الزمان والمكان، ويبدأ ذلك بعدم قدرة المريض على تذكر اسم أو تاريخ اليوم.
يتعرض إلى نسيان المواعيد الهامة ونسيان أماكن تخزين الأشياء، وقد يقوم المريض بحفظ الأغراض في أماكن مختلفة تمامًا عن مكان حفظها، بأن يضع على سبيل المثال الهاتف الجوال في الثلاجة أو في دولاب الملابس أو ما إلى ذلك.
التلعثم وعدم القدرة على تنظيم الأفكار بالإضافة إلى فقدان القدرة على النطق الصحيح للكلمات.
لا يُمكنه إيجاد كلمات مناسبة لإجراء حوار مع أي شخص.
التشتت الكبير في النظر وفي التفكير والتركيز، ونسيان أسماء الأشخاص المقربين وأهم الأماكن التي كان يتردد عليها قبل تطور المرض.
علاج مرض ألزهايمر بالصوت والضوء
تُعتبر طريقة علاج مرض ألزهايمر بالصوت والضوء هي أحدث وأهم أساليب وطرق علاج الزهايمر؛ حيث قد أشارت دراسة حديثة تم نشرها في معهد ماساتشوستس للأبحاث والتكنولوجيا أجراها مجموعة من العلماء بالولايات المتحدة الأمريكية إلى أن موجات الصوت وكذلك موجات الضوء تُساعد بشكل فعال على التخلص من أعراض الزهايمر وتخفيفها تدريجيًا.
حيث قد قام فريق العلماء والباحثين بالمعهد بإجراء هذه الدراسة على مجموعة من حيوانات التجارب (الجرذان)، ومن خلال تجارب الدراسة؛ تم تعريض هذه الحيوانات إلى موجات الصوت والضوء لمدة 60 دقيقة في اليوم ولمدة أسبوع كامل.
وعند تحليل النتائج؛ تثبت العلماء أن هذه التجربة قد ساعدت بالفعل على تقليل نسبة لويحات البروتين ومادة الأميلويد التي تتراكم في خلايا المخ وتسبب ضعف الذاكرة والزهايمر، وليس ذلك فقط؛ بل إن التعرض إلى موجات الصوت والضوء قد ساعد على استعادة نشاط خلايا المخ حتى تعمل بشكل طبيعي في وظيفة الذاكرة والتفكير مرة أخرى.
وقد أوضح العالم لي هيوي تساي الذي قد قام بإجراء هذه الدراسة مع آخرون إلى إن إحداث تحفيز وإثارة سمعية وبصرية في نفس اللحظة وعلى مدار أسبوع كامل قد أدى إلى حدوث تأثير إيجابي على القشرة المخية مما أدى إلى انخفاض لويحات الأميلويد التي تسبب تطور حالة الزهايمر.
وأوضح تسوي أيضاً أن الزهايمر يحدث بشكل أساسي نتيجة حدوث خلل واضطراب في قشرة فص المخ الجبهي؛ لأن هذا الجزء من المخ هو المسؤول عن عملية التفكير والذاكرة وتقييم المعلومات وإصدار القرارات لدى الإنسان .
ولكن النقطة السلبية الوحيدة في هذه الدراسة هي أن النتائج الإيجابية التي ظهرت على حيوانات التجارب بدأت تقل وتتناقص تدريجياً؛ حيث قد قام العلماء بقياس نسبة لويحات الأميلويد في الفئران مرة أخرى بعد مُضي أسبوع ثاني، دون أن يتم تعريضهم إلى الموجات السمعية والبصرية مرة أخرى، وهنا وجدوا أن آثار العلاج قد بدأت في التلاشي.
وهذا يُوضح أنه إن كان الاعتماد على التحفيز السمعي والبصري طريقة جديدة وفعالة للتخلص من الزهايمر؛ إلا أنه يتطلب أن يستمر هذا التحفيز بشكل دائم ومستمر للمريض حتى لا يتعرض إلى ظهور أعراض المرض السلبية مرة أخرى.
وهذه الدراسة تفتح الطريق أمام اكتشاف وسائل علاجية أكثر أمان وأعلى إيجابية لاضطرابات الذاكرة والزهايمر، ولكن هذه الطريقة العلاجية الجديدة بالصوت والضوء لا زالت في حاجة إلى المزيد من البحث والدراسة والتجارب السريرية؛ قبل الإقدام على استخدامها كعلاج بشري عوضًا عن أدوية تخفيف أعراض الزهايمر الأخرى.
وفي الختام ؛ تُجدر الإشارة إلى أن مرض الزهايمر يكون معدل حدوثه لدى كبار السن أعلى بكثير من معدل الإصابة به في السن الصغير .. غير أن أنواع العلاج التقليدية لهذا المرض لا تعتبر علاج بالمعنى المعروف وإنما هي فقط بعض العقاقير التي تعمل على تبطيء معدل تطور وتأخر الحالة الذهنية للمريض ،، وهذا ما دفع العلماء إلى مواصلة البحث والدراسة من أجل اكتشاف علاج يقضي على هذا المرض قدر الإمكان.