الخُيوط المُحيطة بـ”خلية الأحزمة الناسفة” التي تم تفكيكها الأسبوع السابق في مناطق مختلفة من ضواحي العاصمة المغربية الرباط.
وفي هذا السياق كشفت النيابة العامة، على لسان الوكيل العام للملك لدى استئنافية الرباط (الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بالرباط)، عن طبيعة المواد التي تم ضبطها لدى أعضاء هذه الخلية، مُؤكداً أنها “كلها مواد تُستعمل في صناعة العبوات المتفجرة”.
والخميس ما قبل الماضي، نجحت عمليات أمنية دقيقة ومتوازية على مُستوى 4 مُدن مغربية، نفذها المكتب المركزي للأبحاث القضائية، في تفكيك خلية إرهابية تنشط في طنجة (شمال)، وتيفلت وتمارة والصخيرات (ضواحي العاصمة الرباط)، وتوقيف 5 متطرفين تتراوح أعمارهم بين 29 و43 عاماً.
“خلية الأحزمة الناسفة”، وصفها بوبكر سبيك، الناطق الرسمي باسم المديرية العامة لمراقبة التراب المغربي (المُخابرات المدنية)، بأنها “من أخطر الخلايا التي فككها المكتب المركزي للأبحاث القضائية”.
مكونات مُتفجرات
هذا وكشف بيان للوكيل العام للملك، حصلت “العين الإخبارية” على نسخة منه، أن المراجعة التقنية والعلمية التي باشرها مختبر الشرطة العلمية، التابع لمعهد العلوم والأدلة الجنائية للأمن الوطني، كشفت أن الأمر يتعلق بـ”مواد كيميائية، تتكون من نترات الأمونيوم ومادة اليوري والكبريت وحمض الكلوريدريك، والأسيتون وماء الأوكسيجين والهيدروكاربورات”.
وشدد على أن كُل هذه المواد تُستعمل في صناعة العبوات المتفجرة، فضلا على أنها مواد جد حساسة وقابلة للانفجار بمجرد التعرض للحرارة.
وزاد البيان أن “طناجر الضغط المحجوزة والأنابيب الأسطوانية والسترات الناسفة تُستعمل لتهيئ العبوات المتفجرة التقليدية، إما عن طريق الضغط وتشتيت المسامير والصواميل المعدنية عن بعد، عن طريق دوائر الكهربائية، أو بواسطة السترات الناسفة”.
وبين أيضاً أن هناك تطابقا كاملا بين المواد الكيميائية والمواد السائلة وقنينات الغاز والمصابيح الكهربائية المحجوزة في أماكن التفتيش المختلفة.
ولفت الوكيل العام للملك، أن هذا البيان يأتي تنويرا للرأي العام بخصوص القضايا التي تستأثر باهتمامه، وانطلاقا من الحق الدستوري المتعلق بالحق في المعلومة في إطار ما يسمح به القانون واحترام قرينة البراءة.
مولوتوف
وقبل أيام، كشف المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (المخابرات المدنية)، عن “عثوره داخل عربة تبريد مملوكة للمشتبه به الرئيسي للخلية الإرهابية المفككة الخميس الماضي، على 6 قارورات زجاجية، تحتوي على مواد سائلة قابلة للانفجار وموصولة بقطع ثوب، ومدية كبيرة”.
وأضاف أنه تم العثور على حاويتين من البلاستيك سعة إحداهما 20 لترا والثانية 5 لترات، تضمان بقايا وآثار مواد كيميائية مشكوك فيها، سيتم إخضاعها للخبرات التقنية الضرورية من قبل معهد العلوم والأدلة الجنائية.
وأشار إلى أنه تم رصد مكان إخفاء عربة التبريد المشكوك فيها بناء على المعلومات التي أسفر عنها البحث التمهيدي في هذه القضية، خصوصا إفادات زوجة المشتبه فيه الرئيسي التي قامت بإرشاد ضباط الشرطة القضائية للمكان المعني، وحضرت جميع إجراءات التفتيش.
خلية خطيرة
وفي وقت سابق، أوضح بوبكر سبيك، الناطق الرسمي باسم المديرية العامة لمراقبة التراب المغربي، في تصريحات إعلامية، أن “ما تم ضبطه لدى الخلية من سترات وأحزمة ناسفة، يدل على أنها كانت بصدد إحياء أسلوب العمليات الانتحارية”.
وكشف أن هذه الخلية كانت تُراهن على عمليات تفجيرية وأخرى انتحارية تهدف إلى إحداث أكبر قدر من الخسائر، مُشدداً على أن “المقاومة العنيفة ضد عناصر التدخل السريع تُظهر الطبيعة العنيفة لهذه الخلية”.
ولفت إلى أن “الخبرات التقنية أظهرت أن المضبوطات كافية لصناعة 4 أنواع من المتفجرات والعبوات الناسفة، إضافة إلى استعمال المسامير ومواد أخرى كانت ستضاف إلى العبوات الناسفة للرفع من خطورة ودرجة التفجير”.
وخلص سبيك إلى أن “كُل هذه المُعطيات تُحيل إلى “مشروع إرهابي له مجموعة من الأهداف والارتباطات والتقاطعات بالغة التعقيد”، مؤكدا أن “إجهاض هذا المخطط الهدام لم يكن سهلا، بل تطلب عملا جبارا لعدة شهور، وتكلل بإجهاضه قبل ساعات من تنفيذه”.