متابعة: ليليان الفحام
أوضح الخبير الاقتصادي، الدكتور أبو بكر التيجاني الحاج، بأن انعقاد مؤتمر برلين كان له أثرين مهمين لا يمكن تجاوزهما، أولهما سياسي تمثل في أن السودان استطاع فك العزلة التي كانت مفروضة عليه، كما أنه عاد بقوة للاندماج في المجتمع الدولي، مما يؤهله للاستفادة من تبادل الخبرات والمنافع مع عدد مقدر من دول العالم، أما الثاني، فهو أثر اقتصادي يتمثل في الدعم الكبير الذي قدمه المؤتمر، نقداً، وعيناً، مع إعفاء بعض الديون، حيث تجاوز أفضل التوقعات التي أشارت إلى أنه لن يتعدى ال ٥٠٠ مليون دولار، منوهاً إلى أن في ذلك إيحاء كبير بأن مشاكل البلاد الاقتصادية في طريقها للحل وأن المؤتمر مثّل نقطة فارقة في هذا الاتجاه.
حيث أوضح أن هذا التأثير اتضح في سعر صرف الجنيه مقابل الدولار، وبقية العملات الأجنبية الأخرى أيضاً، مدفوعاً بتوقع انخفاض طلب الحكومة على الدولار، وتوجس التجار في هذا السوق بالإحجام عن الشراء، إذ أصبح العرض الكبير من الدولار مقابل الانخفاض في الطلب، مما يؤدي إلى انخفاض سعره، منوهاً إلى التوقعات بأن يستمر الانخفاض لفترة من الزمن قد تمتد لشهر، وإذا لم يكن هناك ما يشير إلى تحقيقها فسوف تعاود أسعار العملات الأجنبية عموماً الارتفاع لوجود حاجة ماسة لاستيراد السلع الأساسية (القمح والدقيق والمواد البترولية والأدوية).
كما توقع أيضاً فتح المطارات ومعاودة السفر للخارج، مما ينشئ طلباً قوياً للعملات الأجنبية، خصوصاً إذا تأخر الوفاء بالالتزامات التي أُعلنت في المؤتمر.