مما لا شك فيه أن تأثيرات جائحة كورونا متعددة وبعضها ممتد الأثر، خاصة أن العمل من المنازل زاد من فترات البقاء أمام شاشات الكمبيوتر والهواتف الذكية، سواء للعمل والاجتماعات الافتراضية أو تسوق احتياجات المنزل أو لمتابعة أخبار الجائحة نفسها والتواصل مع الأهل والأصدقاء افتراضياً.
وينصح الخبراء بضرورة استخدام منتجات العناية بالبشرة تحتوي على مضادات للأكسدة، وكذلك النياسيناميد وأكسيد الزنك. ويوصي الخبراء بضرورة الوعي بخطر الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات والعمل على الحد من وقت التعرض له حيث إنه يضر بالبشرة وكذلك بالصحة العامة.
وبحسب ما نشرته “ديلي ميل” البريطانية، تشير نتائج دراسة علمية جديدة إلى أن التحديق في شاشة الكمبيوتر أو الهاتف المحمول طوال الأسبوع يمكن أن يكون ضاراً لبشرة الوجه بقدر مماثل للآثار السلبية التي تنجم عن التعرض لأشعة الشمس مباشرة دون حماية بواسطة كريم واق.
شيخوخة مبكرة للبشرة
درس العلماء العاملون في شركة متخصصة في المنتجات الاستهلاكية آثار “الضوء الأزرق” المنبعث من شاشات الأجهزة الإلكترونية على الجلد، ووجدوا أنه يمكن أن يسبب الشيخوخة المبكرة.
وكشفت نتائج الدراسة أن 60% من الأشخاص يقضون الآن أكثر من ست ساعات يومياً أمام جهاز رقمي مزود بشاشة يصدر عنها ضوء أزرق.
وأثبتت نتائج الدراسة، أن التعرض للضوء الأزرق لمدة خمسة أيام لمدة ست ساعات على الأقل يومياً يمكن أن يكون له نفس التأثير على الجلد مثل قضاء 25 دقيقة في الشمس بدون كريم.
يقول الفريق العلمي، إنه من المعروف بالفعل أن التعرض للضوء الأزرق يمكن أن يسبب فرط تصبغ وشيخوخة مبكرة، لكن مازال هناك حاجة لقياس دقيق لمدة التعرض المناسبة يومياً.
وأظهرت نتائج استبيان في إطار الدراسة، أن اثنين من كل ثلاثة أشخاص لا يدركون مدى تأثير الضوء الأزرق على بشرتهم وعلى ساعاتهم البيولوجية.
وحذر الفريق البحثي من أن الضوء الأزرق لشاشة الكمبيوتر أو الهاتف الذكي أو الكمبيوتر اللوحي يمكن أن يخترق الجلد بشكل أعمق بكثير من الأشعة فوق البنفسجية الصادرة عن الشمس، وأنه يمر عبر البشرة والأدمة إلى الطبقة تحت الجلد.
وأشارت نتائج الدراسة إلى أن الضوء الأزرق يمكن أن يسبب تصبغاً فورياً ومستمراً، ويمكن أن يظل موجوداً لأكثر من ثلاثة أشهر. ويمكن أن يمنع الضوء الأزرق إنتاج الميلاتونين، وتزيد من مستويات هرمون التوتر، وتثير الأعصاب، مما يؤدي بدوره إلى اضطراب نمط النوم وإيقاع الساعة البيولوجية.
وتشرح دكتور إيما ويدجوورث، استشارية الأمراض الجلدية في هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، أن الضوء الأزرق ربما يلحق الضرر بالبشرة عن طريق توليد “الجذور الحرة”، موضحة أن “هذه الجذور الحرة هي عبارة عن جزيئات نشطة للغاية تلتصق بالجلد وتسبب تغيرات خلوية كبيرة. كما أنها تؤثر على طريقة إصلاح الحمض النووي”.
وتشير الدكتورة ويدجوورث إلى أن أي ضرر مُحتمل من المرجح أن يكون مرتبطاً بـ “مقدار الوقت الذي نقضيه على هواتفنا وحقيقة أننا نحتفظ بها على اتصال مباشر مع بشرتنا لفترات طويلة”.
وكشفت نتائج الدراسة أن 30 ساعة من التعرض للضوء الأزرق من شاشات الهواتف الذكية أو أجهزة الكمبيوتر المحمول يمكن أن يزيد من مستوى الالتهاب في خلايا الجلد بنسبة 40%.
جيل صور “السيلفي”
ويقول الدكتور جان لويس سيباغ، طبيب الأمراض الجلدية في لندن، إنه يرى أمثلة على “وجه الشاشة (البشرة المتأثرة سلباً بسبب طول التعرض للضوء الأزرق) في مرضاه الأصغر سناً، [وهم تحديداً] جيل الصور الشخصية (السيلفي)”.